منزلة العامل وَوظيفته   1من اصل2

تناول الموضوع الثالث الر ئيس في كتاب مستقبل الرجل الص ناعيThe Future of Industrial Man
مشكلة موازنة احتياجات الشركة مع ا لتطلعات الإنس انية في تحويل المجتمع الصناعي إلى مجتمع حر. «إ ن
الحقيقة المركزية في الأزمة الاجتماعية ف ي وقتنا هي أن المعمل الصناعي أصبح الوحدة الاجتماعية
الأساس، ولكنه لم يصبح بعد مؤسسة اجتماعية » 20 . الرسالة التي تعبر عنها هذه المقولة   هي أن المجتمع كان
يعاني اضطراباً نفسي اً لأن ال ثقة المتبادلة ومجت مع  المصالح   لم يُخلَقا بين الشركة وبين ال عاملين في ها و
ذل ك برغم ال منجزات المادية للحركة الصناعية.
ينبغي على المدراء أن   يتحملوا المسؤولية تجاه منزل ة العامل ووظي ته وذلك م ن أجل تفادي هذا الاضطراب
الروحي وتغريب العا مل، فطريق العامل نحو المواطَنة الصناعية هو إدراكه لمكانته ووظيفته. حذر درَكَر من
أنه في حال عدم مشاركة العامل الحقيقية التركيبية في حياة منشأة الاعمال التنظيمية « فلن يكون ثمة مجتمع بل
مجرد كتلة من الذرات الاجتماعية تدور في الفلك بلا هدف أو غاية»21. تسبَّب غياب المنزلة والوظيفة
المعترف بهما للعامل في خلق حالة من عدم التعقل وعدم التكهن   بمجريات الشؤون الاجتماعية .
رأى درَكَر في التوفيق بين المتطلبات السياسية لأية حكومة وبين احتياجات أهل الحكم إحد ى ورطات النظرية
السياسية الغربية وتحدياتها، و تركز نضاله الثابت على وجوب تصدي الشركة لحقيقة أن عليها تقديم أحد أشكال
المواطنة إلى أعضائها. انتقد درَكَ ر في دراسته لهذا الافتراض المجتمح الأكاديمي بسبب قصوره الفكري الذي
أهمل في خض م تركيزه على الأداء الاقت صادي فقط العوامل المؤسساتية من أهداف وتماسك وتلاحم والتي
يجب أن تشكل لحمة الحياة الصناع ية، «فالعامل الذي يعمل في صناعة حديثة غزيرة الانتاج لايتمتع بمنزلة
اجتماعية وَوظيفة، وتم تجاوزه من قبل الكتّ اب الحديثين الذين تعلموا أن الأشيا ء المع وَّ ل عليها في الحياة
الاجتماعية هي الدخل والثراء الاقتصادي فقط» 22 .
 
في سياق تأكيد درَكَر مع ذلك ع لى وَهْميّة البحث عن شرعية الشركة المطلقة، ساق الحجج
على ضرورة تسوية النزا عات والتناقضات بين حاجات الجماعة ومصالح الفرد،