سلون ودركر 3من اصل5

 
لا يستأصل الزائدة لأنه خبير بعمليات استئصالها أو لأنه يحب   هذه العملية، ولكن لأن الأعراض عند المريض
تستدعي ذلك ” .
رأي درگر في تبنيه تفسيراً أكثر شمولية لمسؤولية الشركة أن سلون شخصية بصفته مدير اً تنفيذياً محترفاً لم
يكن مهتم اً بإقحام الشركة بأنشطة   خارجية هو أمر غير ذي شأن، ذلك أن التعقيدات المتزايدة والتغييرات
المتسارعة في البيئة المحيطة جعلت التصدي للتأثيرات السلبية الخاصة بالشركة من ضرورات بقائها، لكن
مقدار ونوع المشاركة والالتزام بهذه الأنشطة كانا موضع نقاش، إلا أن أخذ العوامل الخارجية بروح رياضية
كما يراها المشاهد أصبح غير مجد من الناحية المهنية. أكد درگر على أن سلون يرى أن دور المدير
المحترف الرئيس يشبه دور التكنوقراطي الذي يكون الأداء الاقتصادي همه الرئيس. جادل درگر بأن مسؤولية
الشركة الاجتماعية الطاغية هي الوفاء بالواجب الاقتصادي والذي لم يكن واجبها الوحيد. هناك مساءلة لا فرار
منها عن جودة الحياة، أحبت الإدارة ذلك أم كرهته .
من الطبيعي أن يكون موقف سلون البناء تجاه مسؤولية الشركة هو الذي رفع شركة جنرال موتورز إلى أعالي
النجاح، غير أن الإخفاق في اتخاذ موقف درگر الأوسع يفسر السبب الذي أودى بالشركة إلى فقدان التقدير
الشعبي في مجال الوفاء بآمال المجتمع. حافظ درکر وسلون في السنوات التي تلت نشر کتاب مفهوم الشركة
Concept of the Corporation على علاقات شخصية فاترة ولكنها ودية، ثم طفى اختلافهما على
السطح مرة أخرى عام 1964 عندما نشر سلون مذكراته عن الشركة بعنوان سنواتي مع شركة جنرال
موتورز My Years with General Motors .
عرض سلون مسودة هذا الكتاب على درگر قبل نشره طالباً مقترحاته ، فكان انتقاد در كر
الرئيس موجهاً إلى دور المدير المحترف الضيق غير الشخصي بنظر سلون، وذكر أيضا ً
أن سلون لم يعترف بالفضل عن بعض   الإبداعات الجوهرية مثل إحداث ثورة في دور التسعير
في سوق السيارات المستعملة (أي أن سعر السيارة في سوق البيع بالمفرق هو الذي يحدد
سعر السيارة الجديدة ) ،