خرافة القرار المنعزل :
القرار المنعزل كما يراه درگر هو أمر لا معنى له مثل ذرة غبار في الصحراء ، وعلى الرغم من أنه يحظى
بالكثير من الترحيب إلا أن فكرة إمكانية أن يكون « ومضة من استلهام أو قرار فيه سبق اکتشافي » في معزل
عن شيء من الدوافع الماضية هو تجريد يفهم على سبيل الخطأ . القرارات الأصيلة لا تخضع لكثير من مثل
هذه التجزئة المهندمة ، ” فكل قرار هو بالضرورة جزء من بنية قرارية ” . إذا أمعنا النظر في القرارات
الشخصية الرئيسة في حياتنا على سبيل المثال وجدنا أنها لا تعيش في الفراغ ، ولذلك فإن درگر وصف ،
صنع القرار على الرغم من أنه يتألف من مراحل كعملية لا تتميز ببداية واضحة أو نهاية . الشيء الذي يبدو
في مظهره قراراً منفرد اً يتبين عند التدقيق فيه أنه متوأم مع خيوط الفهم الشخصي للحقيقة والقيم العائلية
والعرف الاجتماعي ، وهذا غيض من فيض المدخلات المبرمجة التي تحدد الخيارات التي يمارسها الأفراد .
هذه الخلفيات والخبرات المتباينة تساعد على تفسير مختلف استجابات المدراء على اختلاف أوطانهم في تقرير
المشاكل المشابهة ، وبالاختصار فإنه ” لا يوجد في واقع الحال قرارات منعزلة تخص أحد الأشخاص أو
إحدى المنتجات ، وكل قرار يتصدى لتحمل المخاطر يحدث أثراً في جميع ماسواه ، وليس هناك قرار منعزل
من حيث زمانه ، وكل قرار يمثل نقلة في لعبة الشطرنج فيما عدا الغموض الذي يلف قواعد المنشآت التجارية
، إذ لا توجد ( رقعة ) ولا تتميز أحجار الشطرنج بهذه الدقة ولا هي قليل عديدها أيضا ً ، وكل نقلة تفتح
بعضاً من فرص المستقبل وتغلق أخرى ، ولذلك فإنها تسبب التزاماً إيجابي اً أو سلبي اً ” .