خرافة التكهن 3من اصل4
تأمل درگر من خلال محاولته فهم الأمور التي لا تميز القرار أن يشكل مصطنعاً أوضح لعملية صنع القرار ،
وقد توصل إلى تعريفها بأنها عملية تنطوي على الحكم على مقدار الخطر المواجه وتتطلب التخطيط للعمل
وتنفيذه ، وتشتمل على عنصر أخلاقي ، وتوفر مقايسات للتغذية العكسية ، وتحدد قابلية الانعکاس أو عدمه في
الخيار الحقيقي . يشتمل هذا التعريف على الكثير جداً من الأشياء التبادلية غير الملموسة ربما جعلت من درگر
أول الذين يسلمون بطريقة ما أنه من حيث الظاهر بسيط وأنه مثل معظم التعاريف يتصدى لمفاهيم معقدة
يحجبها بقدر ما ينيرها .
شعر درگر في الوقت ذاته أن هذا التعريف يتميز بعدم احتوائه على الكثير من المفاهيم الخاطئة التي توجد في
كتب تعليم علم الإدارة . فهو في جوهره يخلو من لغة الإدارة التي لا يفهمها إلا خاصة علمائها ومن النظريات
المعقدة والنماذج التعقيدية والاحتمالات غير المفهومة ، وكل هذه لا علاقة بها بمعرفة الممارسة التطبيقية .
أضف إلى ذلك أنه يركز على معرفة الرياضيات العامة وليس على الرياضيات العالية .
أما فيما يتعلق بالحاسوب في عملية صنع القرار فإن درگر قد خلط المشاعر ، إذ كان في
البداية أقل حماسة بشأن الحاسوب الذي سماه « المغل السحري » وألمح إلى أنه قادر فقط
على جمع وطرح متسارعين . وبالتالي فقد سلم بأنه تميز عند إضافة وحدة المعالجة إليه
بإمكانية تحركه إلى ما وراء مهام شركة الأعمال في مجال العمليات الاحتسابية ؛