خرافة التكهن 2من اصل4

خرافة التكهن 2من اصل4

خرافة التكهن 2من اصل4 (2)

 
وعلى نفس القدر من الأهمية نجد عدم جدوى التكهن الإحصائي في طرح السؤال الاستراتيجي المناسب الذي
لا يسأل عما ستفعله المؤسسة في غدها بل عما يجب عليها أن تفعل في يومها حتى تكون مستعداً لأي أمر
غير مؤكد في غدها   . خذ على سبيل المثال أن علماء السكان تنبؤوا قبل   الحرب العالمية الثانية بنمو سكاني
يعادل الصفر   ، وأن اللا   إستمرارية في وتيرة المواليد بعد الحرب قد جعلت هذه الحسابات عديمة الفائدة   ، ولكن
منظري التسويق في الشركة الذين بنوا أفعالهم على التنبؤ بنسبة الصفر دفعوا ثمناً باهظ اً لقاء إيمانهم بالتنبؤ
الإحصائي   .
إن حقيقة الحدث الذي لا مثيل له هي التي أفقدت درگر ثقته في تقدير کمية للتنبؤات ، حيث لا يمكن الركون
إليها على وجه الخصوص كما يبدو في الأمور الاجتماعية والاقتصادية التي لم يكن بالإمكان تحديد كمية
الحوادث ذات الشأن الحقيقي فيها   ، واعتبر أن ” الإحصائي الجيد يعرف هذا ولا يثق بجميع الأرقام ويشك بها
سواء عرف الشخص الذي استخرجها أم لم يعرفه ” .
وأخيراً وبما أن التكهن ينطوي على معرفة صانع القرار بالحقيقة المستقبلية فإنه يرى تكهنه بمثابة قرار
مستقبلي حقيقي   . غير أن درگر جادل في أن صانع القرار لا   يستطيع التعامل مع قرارات مستقبلية   ، بل مع
مستقبلية قرارات الزمن الحاضر فقط : ” القرارات لا   توجد إلا في الوقت الحاضر … والسؤال ليس ماذا
سيحدث في المستقبل   ، بل ما   هي المستقبلية التي نمتلكها حتى نأخذ الأمور في عوامل تفكيرنا وفعلنا
المستقبلي   ، وما   هي الفترة الزمنية التي بين أيدينا لذلك   ، وكيف نحولها إلى قرار يتزامن في وقته مع الحاضر   ؟
” .
نتيجة لتحليل التكهن الذي قام به درگر   ، فضل الإدراك الشخصي على التحليل الإحصائي في صنع القرارات
الاستراتيجية   ، وكان تركيزه على اختيار تلكم الوقائع التي سبق أن وقعت وتلكم التي يمكن تحويلها إلى فرص
للمغامرة التجارية   .
 

m2pack.biz