خرافة التكهن 1من اصل4

خرافة التكهن 1من اصل4

خرافة التكهن 1من اصل4 (2)

التكهن على وجه العموم والتكهن الإحصائي على وجه الخصوص يمثلان على لائحة درگر آخر الاعتقادات
الخاطئة في صنع القرار   ، إذ وصف التكهنات الإحصائية بأنها استقراء اتجاهات الماضي والحاضر عبر
المستقبل   ، معلقة بأن «   التكهن يسعى لإيجاد أكثر مسارات الأحداث احتمالا ً ، أو إيجاد سلسلة من
الاحتمالات في أحسن أحواله   »   . إن مثل هذه الإسقاطات تكشف   عن الماضي أكثر مما تكشف عن المستقبل
لأنها قائمة على الماضي   . ولذلك فإنها دلائل على الأخطار والأفعال لا يركن إليها إلا لفترات زمنية قصيرة   .
إذا اعتبرنا أن التكهنات الإحصائية حسابات فكرية فهي صور تجريدية غير مؤذية وبسيطة الأثر   ، إلا أنها
أصبحت خطيرة عندما اعتبرها المدراء التنفيذيون حقائق مستقبلية وعاملوها كقرارات من خلال بناء أفعالهم
عليها  . لم يكن مدهشاً في ظل هذه الافتراضات أن يقول د رگر   : ” يجب علينا أن ننطلق بفرض أن التكهن
نشاط إنساني غير محترم ولا قيمة له بعد أقصر الفترات ” .
شعر درگر أن خلق المستقبل من واجبات الإدارة   ، ولكنه رأى أن قمة الغطرسة هي التنبؤ بالمستقبل   ، واعتبر
أن فكر استشراق المستقبل الجديد محشو بالشك مؤكداً أنه يكشف عن مفاهيم المتنبي الشخصية أكثر من الوقائع
المستقبلية   . أضف إلى ذلك أن المتنبئين بالمستقبل يرفضون اللا   إستمرارية في تنبؤاتهم   ، ولا يأخذون في
حسبانهم عامل احتمال الحدث الذي لا مثيل له والذي قد يغير نمط سلسلة من الحوادث   ، وهذا يقضي على
مقدمة التنبؤ المنطقية   ، إضافة إلى أن هذا التكهن الإحصائي حينما يحل وقت استخدامه من قبل المدير يصبح
جزءاً من الماضي ويفقد أهميته في ميدان الممارسة   .
 

m2pack.biz