تحويل المعرفة 1من اصل2

تحويل مختلف المعارف أو التكنولوجيات إلى شكل أكبر هو السمة الرئيسة الثانية للابتكار القائم على المعرفة،
وسمة العديد من الابتكارات الناجحة هي موهبة العقلية التجارية المغارة في إدراك التفاعل المتبادل بين
التخصصات المتخصصة ومن ثم إدخالها في نموذج کلي لا يتجزأ قابل للتسويق . ومن أجل بيان ذلك قدم
درگر عدداً من الأمثلة ؛ اكتشاف هنري ووليس Henry Wallace بأن أصول الذرة الهجينة تعود في
جذورها إلى مؤلفين منفصلين أحدهما لمربي الحيوانات العلمية ويليام بيل William Beal والثاني لعالم الحياة
هيغو دي فري Hugo de Vries المشهور بدراساته على الجينات المانيلية. من الواضح أن الرجلين لم يكونا
على اتصال ولذلك ظلت دراستيهما منفصلتين إلى أن جاء ووليس الذي كان أمين السر الزراعي الهيربيرت
هوفر Herbert Hoover وحول مساهمتيهما المستقلتين إلى مشروع تجاري منتج. ويلبر Wilbur وأوليفر
رايت Oliver Wright وهما والدا الطيران العصري قاما بالربط بين بدايات تكنولوجيا المحرك البنزيني
وبين معرفة علم الحركة الهوائي التي تعلماها من تجاربهما على الطائرات الشراعية وأوجدا صناعة جديدة.
استخدمت جريدة نيويورك هيرالد New York Herald لصاحبها جيمس غوردون بينيت James
Gordon Bennett مشروع اندماجية للطباعة السريعة والبرق لكي تصبح أول صحيفة رخيصة توزع
بشكل هائل وتشبع الظمأ المتنامي للقراءة لدى المتعلمين الكثيرين الجدد في القرن التاسع عشر .
عرض دركر الحاسوب الحديث كحالة عملية كلاسيكية تشخيصية للوصل بين العديد من
صنوف المعارف التي ظهرت خلال فترة طويلة من الزمن، وهذه الأصناف الستة المطلوبة
هي نظرية النظام الثنائي الرياضية التي اختصرت التعبير عن كل الأرقام في سلسلة من
الآحاد والأصفار، والأفكار التي كانت وراء الحاسوب البدائي الأول الذي بناه تشارلز باباج
Charles Babbage في ثلاثينيات القرن التاسع عشر، ومنطق وتصميم البطاقة المثقبة
للآلات الحاسبة التي طورها هيرمان هوليريث Herman Hollerith في أواخر القرن
التاسع عشر وقدمت مبدأ لإحدى التعليمات الخاصة بالمعلومات وإحدى صيغ التغذية المنعكسة،