أفكار عامة 1من اصل3
لاحظ درگر أن عملية صنع القرار ظلت نشاطاً بشرياً منذ فجر التاريخ ، وبين أن الإنسان
، بسبب حجم دماغه البشري الكبير ، هو الحيوان الوحيد المجهز للقيام بهذه المهمة الخلاقة . وفي نفس الوقت
وعلى الرغم من آلاف القرارات الكبيرة والصغيرة التي اتخذها عدد لا يحصى من الأشخاص فإننا لا نعرف
إلا القليل الأقل عن هذه العملية ، إذ كان القرار حتى عصور متأخرة يعتبر من قبل ممارسي الأعمال العاديين
شيئاً من الاختيار البدهي الذاتي إلى حد ما ، ولم يكن هذا الموضوع يحظى بكثير من التفكير المنظم باستثناء
المبادئ المتحجرة التي حواها المنطق الشكلي بتحليلاته للمغالطات واستكشافه للقياس المنطقي . المنطق بنظر
درگر هو تمرين أكاديمي في الملعب الفكري على استطلاع أهمية طبيعة القياس المنطقي دون التطرق إلى
الخطر الحقيقي وإلى النتائج . شرح درگر غياب الاهتمام بصنع القرار الذي تحكمه الأنظمة على امتداد تاريخ
شركة الأعمال وذلك من خلال ملاحظته أنه لم يكن لدي رجل الأعمال في الماضي ما يدعوه إلى أن يولي
مثل هذه الدراسة اهتماماً كبيرا ً في جو المساواة النسبية وظروف البساطة الاجتماعية معتبر اً أن منشأة العمل
امتداداً لذاته ، لأن مدخلات التغيير الدراماتيكية والتي تسبب الاضطراب كانت طفيفة ، والشيء الوحيد الذي
كان عليه أن يفعله بعد انطلاقة شركته الناجحة هو ردود فعل تلقائية تجاه التغييرات الطفيفة التي تطرأ على
النظام الاقتصادي ، ولم يكن التجديد أو قرار إحداث تغيير هادف يشكل جزء من قاموسه الفكري . أضف إلى
ذلك أن حجم شركة الماضي الصغير نسبية والمعرفة الأساسية غير المعقدة فيها جعلاً من القرارات الخاصة
بشركات الأعمال سمة الفخامة الأكيدة في دائرة الزمن التي كانت تتميز نسبي اً بطول مدتها .
شهدت بدايات القرن العشرين ظهور الإنتاج والتسويق الهائلين ونشوء الشركة الكبيرة التي
تميزت بفصل الملكية عن الرقابة ، حيث أدت هذه الوقائع أيضاً إلى خلق ظاهرة الإدارة القائمة
على العلم والمعرفة والتي وصفها درگر بأنها أعظم الابتكارات الثورية في القرن العشرين ،