اعتبارات المستقبل 3من اصل4
وعندما درس أرقامهم القياسية وجدها منخفضة بشكل مذهل ووجد أن تخميناتهم الناجحة التي تعد على الأصابع
ل اتقارن بالعديد من تنبؤاتهم الفاشلة .
أما فيما يتعلق بوضع التصانيف فقد اتخذ درگر موقف الحذر، وعرض طرقاً محددة للتصنيف اعتبرها منهجا ً
مفياً للتعامل مع المستقبلد ، واقترح التفكير بالمستقبل ضمن ثلاث تصنيفات : (1) العرض و(2) التوقع (3)
الابتكار . العرض ، الذي اعتبره أسلم الطرق الثلاث ، هو المستقبل الذي وقع ، إلا أنه مازال في مرحلته
الجنينية بحيث لا يدرك كثير من الناس بعد أنه قد تجسد واقعا ً ، وما زال بضعة أشخاص قادرين على تحويل
هذا التطور الأولي إلى فرصة اقتصادية كما سي مر معنا لاحقاً .
التوقع هو المستقبل الذي يتوقع المرء حدوثه ، وبما أنه قائم على الحس الباطني والحدس فإن صنع القرارات
على أساس التوقع تدريب على العقلية التجارية المغامرة يعتمد على الحظ . وهناك أمثلة عديدة عن أشخاص
عاديين أرادوا أن يراهنوا على فهمهم المختلف للحقائق وكان لهم من الشجاعة ما أقنعهم بأن ينذروا أنفسهم لها
وذلك بالرغم من الدرجة الدنيا من احتمال تحققها .
الابتكار هو « التغيير الذي تم التخطيط له عن سابق تصميم »، وهو في النهاية منهج منظم لاختراع
المستقبل . لا توجد مذاهب هادفة في الحكمة العادية وينبغي على الممارس أن يسلك سبيل العمل التناقضي في
تنظيم جهالته . رأي درگر أن هذا يمثل قفزة فكرية إلى المستقبل ، تتمثل في إيجاد أمر جديد ثم العودة به إلى
الحاضر لمعالجته . الابتكار الناجح له تأثير نوعي على البيئة المستقبلية بحيث يؤدي في العادة إلى صناعة
جديدة .