اللامركزية الفيدرالية
تبنَّت شركة جنرال موتررز من وجهة النظر البنيوية مبدأ الذي يفترض أن الإدارة العليا
تضع للشركة منهاجها وأهد افها، وتكون شركات فرعية محلية لها إداراتها المستقلة مسؤولة عن المساهمة في
حصيلة الأعمال الإجمالية . هذا الربط بين القيادة المركزية والرقابة وبين السلطة المحلية وصنع القرارات
المساهِمة يتمتع بميزات عديدة أولها أن اللامر كزية الفيد يرالية تجعل الشركة قادرة على تجاوز حدود الحجم من
خلال الإبقاء على أقسام عاملة تتمتع باستقلال ذاتي دون أن تضحي بمزايا الحجم الكبير، وتبقى جميح القوى
التي لا تمنح من الناحية النظرية للإدارة المركزية على وجه التحديد على عاتق الوحدات العاملة الكبيرة، وذلك
كما في الدستور الأمريكي . وثانيها أن اللامركزية الف يدرالية تخلق شكلاً فاعلاً من أشكال حكومة الشركة
تُخفِّف من حدة القوة المجرَّ دة من خلا ل جعل الإدارة عبداً لهدف الشركة بدلا ً من أن تكون سيدة لها .
وثالثها أن اللامركزي ة الفيدرالية كانت مُجْدِية بشكل خاص لشركة جنرال موتورز لأن قاعد تها التكنولوجية
كانت بسيطة ومركَّزة إلى حد ما . ألمح درَكَ ر إلى أن معرفة الشركة المرك َّ زة بالمحركات كانت القوة
الجاذبة التي صنعت أنشطة الشركة وتعاونت على إنجازها، إذ يمكنها أن تركّز بشدَّة على بيع معرفتها
بالمحرك ات مرات ومرات في منتجات مثل السيارات والشاحنات والحافلات وعربا ت النقل الخفيفة المغلقة
والقطارات إلى جانب عدد لا يُ حصى من مكو ناتها التي تشكل ع صب صناعة العديد المتنوع من المحركات،
وذلك بدلاً من أن تنوِّ ع على سبيل المثال هذه الأنشطة .