التشخيص 1من اصل4
كان قسم كبير من ذخيرة دركر الاستشارية هي سؤاله المدراء عما يعتبرونه مشاكل كبيرة في مؤسساتهم ،
فكانت الاتصالات تتربع بلا منازع على رأس قائمة كل شركة تقريبا ً . وعلى الرغم من هذا الاعتراف
بأهمية الاتصالات الذي يقر به الجميع فإن الذي أثار دهشة دركر هو قلة الانتباه المنظم الذي حظي به فهم
مشكلة الاتصالات والبحث في تشخيصها . يعتقد المدير التنفيذي النموذجي كما يبدو أن الاتصالات تتألف من
عدة أشياء تزيد قليلاً عن مجموعة مهارات يمكن الحصول عليها من خلال دورات دراسية سريعة في القراءة
السريعة والكتابة التصحيحية وفن الخطابة .
لم يبخس درگر من قيمة أهمية المهارات ومضمون عملية الاتصالات ، ولكنه أكد أن حصر الاهتمام بشكل
ضيق في توفير الاتصالات قد يؤدي إلى ضبابية في فهم تلك العملية ، فبين أن المضمون ( الشيء الذي
يقا ل) ، والتقنية ( کيف قيل هذا الشيء ) ، والتوقيت ( متى قيل هذا الشيء ) يمكن أن تعز أو تعيق الاتصالات
الفعالة . ومع ذلك وحتى لو تم تنظيم المضمون والتقنية والتوقيت على أتم الوجوه فإن نتيجتها الضوضاء وعدم
الحركة ما لم يؤخذ في الحسبان الجانب الطالب لهذه الاتصالات ( الشخص الذي توجه إليه الرسالة ) . في
الإجابة على اللغز القديم حول الشجرة الساقطة في الغابة أكد درک ر على أن الصوت لا يظهر إلا إذا وجد من
يسمعه في الواقع ويدرکه .
هناك سمة رئيسة في فكر درگر بشأن الاتصالات هي أن الغايات لها الأولوية على الوسائل
في هذا الشأن ، ونتيجة لذلك فإن التأكيد على توفر الاتصالات هو أساس ضعيف للفعالية . تبقى
المعلومات خاملة حتى يتم تطبيقها بشكل موضوعي وانتقائي بطريقة منظمة ، ولذلك فإن
مفتاح الاتصالات الفعالة هو المتلقي وليس المرسل . قال درگر ” مضت قرون ونحن نحاول
إرسال الاتصالات ( باتجاه الأسفل ) ولكن هذا لن يفلح بصرف النظر عن الجدية والذكاء
المستخدمين في هذا السبيل ،