التركيز على الفرصة 2من اصل3
?يقول مثل قديم إن الفرصة تكمن حيث تجدها، ولا يقول إنها تعثر عليك. هذا حظ، والحظ لا يبني عملاً أبدا ً .
يجب على كل إدارة أن تحدد الاتجاهات الرئيسية والقوى المؤثرة على بقاء مؤسستها وذلك من أجل القيام
بمسح للفرص الحقيقية. تطرق درکر . كما ألمحنا إلى ذلك باختصار عند مناقشة رؤيته للمستقبل إلى تحديات
تعقيدات الغد والأشياء غير الأكيدة فيه من ثلاث زوايا، هي (1) التوقع، و (2) الابتكار و(3) الإسقاط .
التوقع. ساوي درگر تفحص الإتجاهات الخارجية بالنظر في التوقعات. التوقع كان طريقة لتنفيذ المغامرة
التجارية مرات متتالية وكان التكهن بها يقوم على ما يتوقع الممارس حدوثه بخصوص فرصة ما. رأي درگر
أن خطر التوقع كبير جداً بحيث يظن أن مهارة العراف الحقيقية تجلب الرابحين، ذلك أن توقع نجاح مشروع
مغامرة كان يقوم بشكل كبير على الحس الباطني والبديهة .
لم يستبعد درگر بصورة كاملة إمكانية اختيار الفرص من خلال التفكير غير العقلاني على الرغم من صفاته
العاطفية والغريزية، وقارن على سبيل المثال بين احتمالية نجاح التفكير المتوقع الذي لا يتميز بمنطق عقلاني
وبين احتمالية أن تفقس بيضة من ألف عن ضفدع. ورغم هذا الاحتمال فإنه شهد خلال السنوات عدداً كبير اً
من قصص النجاح التي تحققت على يد العقلية المغامرة التجارية وخصوصا ً في شركات الأعمال الصغيرة .
الابتكار. عرف دكر الابتكار بأنه تغيير هادف لما تم التخطيط له، فهو بالنتيجة استجابة يفرض
الممارس نفسه فيها على بيئة باختراع شيء جديد تماماً من خلال عملية غير مباشرة لتنظيم
الجهالة دون الاستفادة من أي بحث في السوق. وفي هذه العملية يرى صاحب العقلية المغامرة
التجارية صورة خارجية للفرصة ثم يعود إلى داخلها ليقيم الجهود والموارد اللازمة للتنفيذ.
كانت العملية تتكرر ويتم اختبارها بطريقة منظمة إلى أن يتحقق الابتكار. وعندما تكون
الفرصة ابتكارية بصورة نوعية فإن الحصيلة تنتج صناعة جديدة تماماً كما هي حال أشعة
الليزر والترانزيستور وآلة النسخ والمضادات الحيوية والحاسوب والجينات الحيوية وبرمجيات
الحاسوب.