التحسن الفردي 1من اصل4
الشركة هي بوتقة مصادر القوة التي تؤتي أكلها طالما أفسحت الشركة المجال أمام الأفراد للتعبير عن مهاراتهم
ومواهبهم ونقلها إلى حيز التنفيذ . الشركة كما بين دگر ذلك مراراً وتكرار اً وسيلة وليست غاية ، كما أنها ليست
هي الغاية بحد ذاتها . كانت المؤسسات التي تمتعت بإدارة حسنة تدين عبر التاريخ بوجودها الطويل لهاتين
القاعدتين الأساسيتين : الأولى السماح للأفراد بحياة خاصة ذاتية ، والثانية تفادي إغراء محاولة تغيير
شخصية المنتسبين إلى المؤسسة . وقليلون أولئك الذين استفادوا من هذه الاستقلالية الذاتية من خلال رؤية
المؤسسة أداة لإنجازاتهم .
ومما سبب المزيد من الدهشة لدركر أن الناس نادراً ما ينتبهون إلى مصادر قوتهم . حينما يسأل المدراء
التنفيذيون : « هل تعرف الناحية التي أنت جيد فيها ؟ » و « هل تعرف حدودك الخاصة ؟ » يجيبون بأسلوب
مراوغ متردد . بين دركر على سبيل المثال أن الناس فريقان فإما أن ينظروا إليك بنظرة مشدوهة فارغة أو
يجيبوا ضمن إطار معرفة بالموضوع ، وكلا الحالتين خطأ » . أكد دركر في مجال تحديد مصدر القوة الذي
ينجم عن الخبرة الوظيفية أن من الوهم القول إن ثلاثين سنة من القيام بنفس العمل تساهم في مصادر قوة الفرد
وتطوره الشخصي .
اعتقد درگر بشدة أن سر تحديد مصادر القوة هو نظام لتأكيد النواحي التي يكون الفرد جيداً فيها . يستثمر
المرء في تحقيق النجاح مهارات وأنشطة « التطوير الذاتي الذي يعني تحسين المرء لنفسه في المجال الذي هو
جيد فيه أصلا ً ، ويعني أيضاً التغلب على المحدودية غير الضرورية والعادات السيئة ونقص المهارات
والحاجة إلى المعرفة وعدم القلق بشأن النواحي التي لا يكون المرء جيد اً فيها » .
إن فشل المدراء التنفيذيين في إدراك أهمية مصادر القوة والضعف هو وصفة أكيدة لعدم
الفعالي ة، وبالتالي فهي تعني أن يتجاوزوا عناصر مثل مساواة الأداء بمصادر القوة ، ودور
القدرات الذاتية الخاصة في تحقيق النتائج ،