التأخر في الانخراط بالقوى العاملة 1من اصل2

التأخر في الانخراط بالقوى العاملة 1من اصل2

 (2)

أوضح دركر كيف أن الأثر غير المسبوق للدراسة الطويلة غير بصورة راديکالية من وقت انخراط الشباب
بالقوة العاملة ، ولاحظ في معرض مقارنته المتطلبات النوعية للعمل اليدوي والعمل المعارفي أن الشخص
الواقف خلف الآلة يفهم وظيفتها أكثر من أي شخص آخر . وبالمقابل فإن العامل المعارفي يتقاضى راتبه لقاء
مفاهيم تعلمها في المدرسة وتأمل الشركة في أن تتحول إلى أداء ، أو يمكن التعبير عن ذلك بصورة معاكسة :
« العامل نصف الماهر يخدم الآلة » ، وفي العمل المعارفي : «ا لآلة تخدم العامل ” .
أعطى دركر الانخراط المتأخر بالقوى العاملة الذي يتطلب بالضرورة حيازة المزيد من المعرفة في أحسن
حالاته صورة قارن بالفجوة المتواسعة بين العمرين الزمني والثقافي ، فعرف الأول بأنه العمر الحياتي والثاني
بانه العمر الاجتماعي أو الوقت الذي ينخرط فيه شخص ما بالقوى العاملة ويصبح مستقلاً من الناحية المالية .
كانت الفجوة بين الفئتين العمريتين على سبيل المثال مغلقة إلى حد ما أثناء الثورة التكنولوجية الثانية حينما کا ن
الشباب ينخرطون بالقوى العاملة في أواسط أو أواخر مراهقاتهم ، ويبدأوان بتربية الأسر فور مباشرتهم العمل
لأن معظمهم كانوا مستقلين من الناحية المالية في سن مبكرة . في مجتمع المعرفة اليوم يبدأ الشباب المتعلمون
العمل في عشرينيات أعمارهم ، أما الذين يتطلعون إلى الدرجات المهنية المتقدمة فقد يباشروا في أواسط أو
أواخر عشرينياتها قبل أن لم يعد باستطاعتهم الاعتماد على والديهم في تأمين مصروفهم .

m2pack.biz