الإدارة كتخصص 1من اصل2

الإدارة كتخصص 1من اصل2

 (2)

أكد توم بيترز Tom Peters على أن « التخصص الحقيقي بالإدارة » لم يكن موجوداً قبل درگر ، وعلق
هارولد کونتز Harold Koontz أستاذ الإدارة بجامعة كاليفورنيا California في لوس أنجلوس Los
Angeles بقوله: « إنه بالتأكيد أعظم فلاسفة الإدارة على مر الزمان ». هذا الإجلال وما شابهه يدل
على أن درگر قد شكل إجماع نظرية حاز على القبول العام للتخصص بالإدارة ، غير أن درگر أنكر مثل هذا
الإنجاز وأصر على أن النموذج الذي خرج به كان « تحليلاً » ولم يكن « التحليل » ، وبين أن من السابق
لأوانه رفع التخصص بالإدارة إلى مصاف النظرية القابلة للاختبار لأن جوهر المعرفة كان ناقصة إلى حد
كبير ، وأن المنهجية لم تكن على درجة كبيرة من الوثوقية وأن المصاعب التي تواجه في دمج ظروف التغيير
بالإطار الفكري تثبط الهمم .
رفض درگر عند النظر في عنوان كتابه كلمة فن لأن العنوان «يجب أن يكون عملياً ومرتكز اً على الخبرة
الحقيقية في عملية الإدارة . وأكد أن الفن إذا شاع في يوم من الأيام توقف عن أن يكون فنا ً ، واعترف في
الوقت ذاته أن كلاً من النظرية والفن لعبا دور اً جوهري اً في نموذج الإدارة ولكنهما دورين شائعين جد اً ، فالفن
خاص وموضوعي والنظرية مجموعة من القواعد والتوصيفات الشخصية ، والفن يشتمل على الخبرة ولكن
النظرية تؤيد المفاهيم . الفن غامض بصورة أساسية والنظرية تهدف إلى الدقة . الفن غريزي والنظرية
منطقية . الفن ينجب مبدعين والنظرية تولد فنيين . الفن هبة غير قابلة للتعليم والنظرية تحمل كتلة من
المعرفة . وبالاختصار فإن العالم النظري يتبع كتاب الحكمة التقليدية والفنان يكتب كتابه الخاص من خلال
مأثرة من الإتقان الشخصي والأصالة الشخصية . وهكذا فإن النظرية والفن تياري إدارة منفصلين ، ولا
يتضافران إلا عندما يقوم أحد الممارسين بتوحيدهما في أداء هادف .

m2pack.biz