حكم الدولة العباسية
انتهج العباسيون نهجاً مغايراً لسابقيهم الأمويون، حيث تركوا التركيز على الفتوحات غرباً في شمال إفريقيا وشرق البحر المتوسط وجنوب قارة أوروبا والأراضي البيزنطية بصفة عامة، إلى التركيز على جهة الغرب، حيث انتقلت الخلافة من دمشق إلى العاصمة الجديدة التي أسسها أبو جعفر المنصور وهي مدينة بغداد، والتي أصبحت من أهم الحواضر في العالم في تاريخها، وركزت الخلافة على الأحداث في بلاد فارس والشرق بصفة عامة، وقد صاحب ذلك تغيرات جذرية في النظرة إلى الخلافة والقومية في التاريخ الإسلامي، فقد أعلنت خلافة أموية في الأندلس، وخلافة فاطمية في شمال إفريقيا في عهد العباسيين، إلى جانب تخلي العباسيين عن العصبية العربية في قوام الدولة، واعتبار الإسلام هو العنصر الأساسي المكوّن لها، وذلك بسبب الدعم الفارسي في فترة نشأة الدولة، الأمر الذي أضفى طابعاً فارسياً على الخلافة من مظاهر الأبهة والترف، ومع ذلك فقد اهتم العباسيون بالتأكيد على تحكيم الإسلام السنّي كقاعدة عامة للحكم.[٢]