حق حواء
1من اصل2
في البلورة المسحورة..
تولد المرأة محاطة بهالة من أشعة مضيئة فتبدو وكأنما تحتضنها ملايين الشموس الصغيرة، تتوهج وتتفتح وتكتمل استدارتها لتكون حواء.
تلك الهالة لا يمكن للرجل، إن كان هو آدم المحب أن يغفلها أبدا.
فهو كبحر هادر بأمواج عالية، تثور بعنفوان واندفاع للوصول إلى سماء حواء باستمرار، يتماسَّان حين يحضر الحب، فتتخلى الشموس عن مواقعها المقدسة حولها، وتنطلق مبحرة بين أمواج آدم الثائرة دون أن ينطفئ ضياؤها، فهي تتقن فن الإيجار بفطرتها الأنثوية.
وكلما تأجج الحب وارتفعت الأمواج، يتلون الكون بألوان قوس قزح السبعة، فالحب يهوى الألوان دائما.
تخفي حواء عينيها بدلال صادق، فهي تثق بأنهما يفتنان عن كل ما تشعر به، هي تحميهما من عيون آدم الاستكشافية، بينما يستمتع هو برؤيتها تزداد توهجًا وقربًا يومًا بعد يوم، هو متمرد، ولن ينتظر قرارها بالإفراج عن الحروف والكلمات، بل يعلم بحاسته الرجولية أن هذه الشرارات المباغتة التي تنير عينيها عند رؤيته من تأثيره هو.
هو قرر أن يقتحم شموسها، ربما بروح التحدي والمغامرة، لكنها باغتته واقتحمت أكوانه، فأصبح لا يكتمل إلا معها ومن أجلها، هي ولا أحد غيرها.. وحين تنطق حواء كلمة الحب بصدق، له هو ولا أحد غيره..
ستمتد فيه تلك الهالة المضيئة البلورية وتحيط بهما إلى الأبد.
تلك أحلام الحب بين آدم وحواء، تغزلها حكايات المحبين منذ بدأ الكون، فهي منه وهو لها، وأتساءل، ماذا لو لم تكن حواء، هل يعيش آدم في حال أسعد؟ أيظن أن من حقه عقابها على تهمتها العتيقة بأنها سبب خروجه من الجنة!! وماذا عن حق حواء في الحياة؟
الحب أقوى من الحق..
الحب حضارة وبقاء..
الحب نعمة وحكمة..