التكنولوجيا الاتصالية الجديدة في خدمة الكتابة
3من اصل3
حيث الاستخدام الأكثر للصور والفيديو؛ فإنه يمكن تحويل هذه الوسائل ذات الاستخدام الصوري المفرط من أجل الترويج لأمسية أدبية أو لكتاب جديد أو لفيديو حواري.. وقس على ذلك ما يمكن أن يحدث في وسائل الاتصال الأخرى والقادمة أيضًا.
الجيل الجديد في أوروبا ما يزال يستخدم الهاتف الذكي جنبًا إلى جنب مع الكتاب، فلكل استخداماته، ومن المألوف أن تجد راكب القطار أو الطائرة منشغلًا في المطالعة بكتاب ورقي، فالمشكلة تكمن أساسًا في طبيعة التربية في تلك المجتمعات ودور المدارس ووسائل الإعلام، أما في المجتمعات العربية تحديدًا فإن الغلبة ستكون لصالح وسائل التكنولوجيا واللعب بها، فالقراءة أساسًا عادة غير منتشرة، بل نادرة في هذه المجتمعات، ولا تشجع المدارس ولا العائلات عليها للأسف، وبالتالي ستكون الصورة هي المتسيدة في المشهد بدلًا من المكتوب، وسيحتاج الجيل الجديد إلى ضخ مذهل من قبل الإعلام لتغيير هذه الصورة النمطية البائسة، رغم أن البذرة تبدأ من المدارس والتنشئة العائلية لإفهام الطفل بالأولويات وبالاستخدام الأمثل لوسائل التكنولوجيا وكيفية توظيفها في خدمة زيادة معارفه وتعميق شخصيته وربطه بشكل إيجابي بالتطور الحاصل في العالم.
دعونا نتفاءل دومًا بأن يخرج من بيننا هذا الجيل الذي سيشعر بالملل من السطحي واليومي المستهلك لهذه الوسائل، ويبدأ بالبحث عن كل ما هو عميق ومتميز ومؤثر، وهذا أمر ليس بالمستحيل، فبقليل من العمل الدؤوب والجدية، والرؤى الاستراتيجية؛ سيتم ذلك، وعندها لن نشكو من الغث الهائل للثقافة الصورية، والاختزالات المخلة، فهي لا بد ستسير جنبًا إلى جنب مع كل ما هو تأصيلي للكلمة ومؤثر في صياغة الوجدان العربي الجديد للمعرفة.
الجيل الجديد في أوروبا ما يزال يستخدم الهاتف الذكي جنبًا إلى جنب مع الكتاب فلكل استخداماته