تحمل المحاصيل للملوحة Crop Tolerance to Salinity

تختلف النباتات أو المحاصيل في حساسيتها للأملاح، فبعضها ينمو وينتج محصولًا كاملًا تحت ظروف ملوحة أكبر كثيرًا من البعض الآخر، وهنا يجب اختيار المحاصيل المناسبة لظروف الملوحة الموجودة للحصول على إنتاج اقتصادي إذا ما تعذر خفض مستوى الأملاح إلى الحد الذي يسمح بزراعة محصول محدد، والواقع أن هناك مدى واسع لتحمل المحاصيل الزراعية للأملاح وهو الأمر الذي يسمح باستخدام مياه للري ذات ملوحة متوسطة والتي أعتقد إنها لا تصلح للري.
وقد أصبح معروفًا الآن التحمل النسبي للأملاح لمعظم المحاصيل الزراعية للدرجة التي يمكن الاعتماد عليها في وضع بدائل للمحاصيل التي يمكن زراعتها ويوضح الجدول (1) تحمل الملوحة النسبي لمحاصيل الحقل والخضر والأعلاف والأشجار المختلفة كما يوضح جدول (2) التحمل النسبي للمحاصيل المختلفة للملوحة.
وقد تختلف درجة تحمل المحاصيل للملوحة في طور الإنبات ومراحل النمو الأولى عن المراحل التالية، وعمومًا يمكن القول أن الإنبات يتأثر إذا زادت دؤجة ملوحة الطبقة السطحية للأرض عن 4 دس/م حيث تتأخر عملية الإنبات مما يؤثر على إنتاجية المحصول وفي هذه الحالة فإن نزول المطر أو ري الأرض قبل الزراعة يساعد غالبًا على خفض الملوحة وتلافي الأضرار الناجمة عنها في هذه المرحلة، ويوضح جدول ( ) يوضح التحمل النسبي للمحاصيل المختلفة للملوحة في طور الإنبات.
كذلك تختلف أصناف المحصول الواحد بعضها في درجة تحملها للملوحة لاختلاف تركيبها الوراثي وتزداد الاختلافات بين سلالات المحاصيل المقاومة للملوحة فيكون بعضها أكثر أو أقل تحملًا للملوحة بدرجة كبيرة، لذلك يجب العناية باختيار الأصناف المراد زراعتها إذا كانت ملوحة مياه الري عاملًا محددًا.
ويؤثر المناخ على تحمل النباتات للملوحة والجفاف وبصفة عامة فإن المحاصيل التي تزرع في مناطق باردة أو في الفصول الباردة من السنة تتحمل الملوحة بدرجة أعلى من مثيلتها في المناطق الدافئة، ففي الفترات التي ترتفع فيها درجة الحرارة يزداد النتح والبخر ويصبح امتصاص جذور النبات للماء غير كاف إلى جانب زيادة ملوحة الأرض حول الجذور ويزداد ذلك مع زيادة سرعة الرياح وانخفاض الرطوبة النسبية ويؤثر المناخ على النباتات الحساسة بدرجة أكبر من النباتات التي تتحمل الملوحة.
وتشير غالبية النتائج إلى أن تأثير التسميد على تحمل المحاصيل للملوحة يكون قليلًا، ويلاحظ أن الأسمدة في غالبيتها هي أملاح ذائبة يجب الانتباه إلى طريقة وموعد وضع السماد في الأرض حيث يؤدي اتباع أساليب غير مناسبة في ذلك إلى زيادة مشاكل الملوحة.