خواطر إدارية (3-1)
راودنى تساؤل ذات يوم فأخذت اسأله لكل من أتحدث معه ولقد اجتمع كل من سألته على إجابة واحدة كانت كلمة (لا أحد) واعتقد إن اجتماع الناس على إجابة واحدة وان بات صعب المنال إلا انه كان بديهيا لإجابة سؤال مثل (من منا لايحب النجاح) هذا صحيح لا احد يحب الفشل ولكن من منا يسعى للنجاح وماهى المعايير التى يقاس بها النجاح ومن منا يطبق هذه المعايير لقد أصبح النجاح ياعزيزى فى هذا الزمان كالبذلة التفصيل كل على مقاسه، فإن حلم بناء أعلى مبنى فى الحياة حلم مشروع ولكن هناك طرق كثيرة للوصول إلى هذا الحلم (كل على مقاسه) فهناك من يسعى جاهدا للبناء بخطة جيدة ومدروسة وهناك من يسعى للبناء بعشوائية وهناك من يختار الطريق الأسهل ويهدم كل المبانى من حوله حتى تصبح الأرض التى تحت قدميه أعلى المبانى فالجميع يسعى إلى تحقيق النجاح ولكن لايسلك الجميع نفس الطريق أو حتى نفس الاتجاه. ليس النجاح فقط هو الذى يسعى إليه الجميع ولكن الهدف الحقيقى هو الاستقرار وبما أن الاستقرار لابد وأن يرتبط إرتباطاً وثيقاً بالنجاح فإن مفهوم الإستقرار تحول أيضا إلى مفهوم جديد وتغير إسمه من الاستقرار إلى الازاحة واستحلال جهد الآخرين وخلافه وأصبحت هناك ظاهرة غريبة باتت واضحة داخل المؤسسات وخاصة ذات الطابع التجارى وهو وجود الكائن المتطفل على جهد الآخرين ونمت هذه الشخصية وتطورت وأصبحت كائن متطفل ومترمم فى نفس الوقت لا يعيش فقط على جهد الآخرين ولكن على جثثهم ولم يتوقف نشاطه بإزاحة هؤلاء الأشخاص الذى طالما عاش على دمائهم من المكان الذى كانوا يتكسبون منه رزقهم بل امتد نشاطه إلى كل مكان يسعون إليه الأشخاص الذين طالما اجتهدوا وتعبوا ظنا منهم أنهم يسعون إلى النجاح ومن ثم إلى الإستقرار ولم يكونوا يعوا أنهم مجرد حطب يحترق من أجل هذا الكائن المتطفل الذى يهاجمهم فى كل الأماكن الذى يقصدونها للسعى وراء أرزاقهم ومع الأسف لايجد صعوبة فى أغلب الأحيان.