قصة الحمامة المطوقة للاطفال
كان يا مكان في سالف العصر و الآوان، كان هناك غراب فضولي يقوم بمراقبة باقي طيور و حيوانات الغابة بهدوء و من بعيد، ولكنه في ذات الوقت كان مُتريث فيفكر أولاً قبل أن يُقدم على فعل أي شيء جديد، و في ذات يوم و أثناء مُشاهدته لما يحدث الغابة من فوق أعلى الأشجار، وجد صياد ينصب فخاخه من أجل الظفر بغنيمة تقع داخل فخه هذا، حيث رأه يضع الشباك على الأرض و يرمي بداخلها حبوب كثيرة، وبعدها اختبأ خلف احدي الأشجار، و بينما يطير بعض الحمام باحثاً عن طعام وجد هذا الكم الكبير من الحبوب، و بسرعة هجم عليها و لم ينتبه أنه فخ نصبه صياد خبيث، و كان من بين تلك الحمام حمامة تُسمى الحمامة المُطوقة و يرجع هذا الاسم لوجود حلقة طبيعية حول رقبتها تُشبه الطوق، و كانت الحمامة المُطوقة هي قائدة سرب الحمام، و بينما كان الصياد سعيد يرقص من الغبطة لما جناه من صيد وفير، وجد أن الحمام يرفرف بأجنحته بأقصى سرعة من أجل الارتفاع عن سطح الأرض، و قد كان ذلك بفضل توجيهات الحمامة المطوقة، كل ذلك و الغراب يُشاهد المشهد من بعيد، بعدها ظلت الحمامة تُحفذ باقي الحمام و تُشجعه على الارتفاع أكثر فأكثر، و طلبت منهم التوجه نحو المناطق السكانية المزدحمة حتى يهربوا من عين الصياد الشرير، و بالفعل استطاعوا أن يتوجهوا إلى سطح أحد البيوت، و هناك نادت الحمامة المُطوقة صديق قديم لها كان يسكن معها في ذات السطح من قبل، و هو فأر صغير لطيف و يحب مساعده أصدقاءه، كل هذا و مازال الغراب الفضولي يتبع تحركات الحمامة من أجل معرفة كيف سينتهي الأمر بهم، و طلبت الحمامة من صديقها الفأر أن يقوم بمساعدتهم و يُخلصهم من الشبكة، و بالفعل بدأ الفأر الصديق بقرض الشبكة بأسنانه الصغيرة و القوية، ولكن الحمامة قالت له ( لا تقم بقرض الشبكة من ناحيتي بل ابدأ من ناحية أصدقائي) و عندما سألها الفأر لماذا؟، قالت له (لأنك إذا بدأت من ناحيتي و خلصتني أنا أولاً، قد تُصاب بالإرهاق و الملل و التعب بعد ذلك فلا تستطيع أن تخلص باقي أصدقائي، أما إذا بدأت من ناحيتهم فسوف يحصلون هم على حريتهم أولاً، و بعدها سوف أحاول أنا تخليص نفسي)، و هنا اندهش الغراب من وفاء الفأر الصديق و من حكمة الحمامة المُطوقة، و علم أن أهم شيء في الحياة هو الإتقان في العمل و تحمل المسؤولية، و مساعدة الخير و حب الأصدقاء، أن استخدام الذكاء و إعمال العقل من أهم أسس الحياة.