نظرية المضاربة:
تحلل نظرية المضاربة التفكير الاستراتيجي باللجوء إلى معادلات رياضية معقدة للوصول إلى معرفة السلوك العقلاني في
اتخاذ القرارات في تلك الأوضاع المتأزمة التي لا يتعلق فيها نجاح الفرد بسلوكه وتصرفاته الفردية فقط وإنما يتأثر أيضأ
بأعمال غيره . تقابلنا يومياً ولا شك أوضاع كهذه سواء في الحياة العملية أو الخاصة : فالشركات تحتاج استراتيجيات
للمنافسة ورجال السياسة يحتاجون استراتيجيات للانتخابات، كذلك النقابات واتحادات العمال تحتاج إلى استراتيجيات
للتفاوض، وحتى المدربون الرياضيون يضعون استراتيجيات لفرقهم على أرض الملاعب.
أول عمل شق الطريق إلى وضع نظرية المضاربة هذه كانت تلك الرسالة العلمية التي كتبها جون فون نويمان( John
von Neumann )( ????-???? ) بعنوان ” حول نظرية المضاربة في المجتمع ” ، وشرح فيها مفهوم نظرية
المضاربة، وهكذا أصبحت هذه النظرية جزءاً لا يستغنى عنه من العلوم الاقتصادية والاجتماعية . وقد ترسخ ذلك
واتضح على أبعد حد عندما منحت جائزة نوبل في العلوم الاقتصادية عام 1994لكل من جون سي . هارساني ( John
C. Harsanyi ) ( تولد ????) وجون ف. ناش ( John F. Nash ) ( تولد ???? ) والألماني راينهارد زئتن
(Reinhard Seiten ) ( تولد ???? ) تقديرا لجهودهم في تطوير نظرية المضاربة.وبينما لا يستغني عن الصياغات
الرياضية المعقدة لدراسة نظرية المضاربة وتطوير مفاهيمها نجد أن المبادئ الأساسية التالية مفهومة دون تلك اللغة
الرياضية.