«الطاقة» ل “الاقتصادية” : قطاع الكهرباء يستهدف استثمارات في «المتجددة» ب 50 مليار ريال سنويا
أكد الدكتور صالح العواجي؛ وكيل وزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية لشؤون الكهرباء، أن قطاع الكهرباء يستهدف استثمارات بقيمة 50 مليار ريال سنويا، مضيفا أنه جار التوسع المستقبلي لتضمين مصادر الطاقة المتجددة واستغلالها بأفضل مستوى يحقق الجوانب الاقتصادية والفنية ويعزز منظومة الكهرباء.
جاء ذلك في رده على سؤال طرحته “الاقتصادية” خلال فعاليا المؤتمر السعودي السادس للشبكات الكهربائية الذكية 2016، أمس، مبينا أن خصخصة قطاعات الشركة السعودية للكهرباء تجري حاليا بجهود حثيثة لاستكمال المتطلبات اللازمة من أجل تعزيز مشاركة القطاع الخاص، فيما سيتم تخصيص بعض القطاعات في منظومة الكهرباء والإعلان عنها قريبا.
وأضاف، أن المؤتمر يأتي امتدادا للنسخ السابقة وبطبيعة الحال ومع التطورات والتغيرات وكذلك كما يعلم الجميع فقد أصبح المسمى العام وزارة الطاقة ليشمل عديدا من القطاعات فمع التغيرات التي عرف بها القطاع وما سيتم أخيرا من مواكبة للشبكات الذكية نود الإشارة إلى أن المؤتمر وفي نسخته السادسة يركز على ما يتناسب مع المرحلة الحالية وهي مرحلة التنفيذ وتعزيز أدوات التحكم في المنظومة لتوافق وتواكب “رؤية المملكة 2030” من خلال تفعيل الشبكات الذكية من أجل تقديم أفضل الخدمات وأجودها في قطاع الكهرباء وتغيرها بشكل أوسع وبشكل محسن. وفيما يتعلق بالتغطية الكاملة بالعدادات الذكية لدى المستهلكين، قال العواجي إنه بحسب المخطط له نتوقع في غضون عشرة أعوام أن يتم استبدال العدادات الحالية والقائمة كافة. وفيما يخص العدادات الجديدة التي يتم تركيبها حاليا والتي يضاف لها 500 ألف عداد سنويا، نتوقع أنه خلال عام أو عامين ستكون عدادات ذكية بدلا من العدادات القديمة.
وبين العواجي أن التوجه الحالي هو فتح مجالات التنافس في قطاع الكهرباء لتقديم أفضل خدمة. فهناك حاليا العديد من الجهود الحثيثة التي تجري لإكمال كافة الإجراءات المطلوبة سواء فيما يتعلق في هيكلة الشركة السعودية للكهرباء لتواكب التطورات أو في جانب التخصيص في خدمات الكهرباء وأعتقد أنه في القريب العاجل سيعلن عن هذه الجهود من أجل تعزيز مشاركة القطاع الخاص في مشروعات الكهرباء والسعي في إيجاد بيئة تنافسية بأقل مستوى من التكاليف. ولم يستبعد العواجي تسجيل المماطلين عن السداد حيال خصخصة القطاع في “سمة”، إذ من الممكن أن يتم ربط المماطلين من خلال تسجيل العداد باسم المستفيد وليس باسم المالك، قائلا: من الواضح أن آخر القرارات التي صدرت من قبل أعلى الجهات المسؤولة في الدولة إلزام المشتركين بالسداد أو فصل الخدمة. ويأتي المؤتمر تحت رعاية المهندس خالد الفالح وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية، ويشارك فيه مسؤولون ومختصون من قطاع الكهرباء وخبراء من داخل المملكة وخارجها، كما يتضمن جلسات علمية وورش عمل فنية تعليمية، إضافة إلى معرض مصاحب للمؤتمر يشارك فيه شركات محلية وعالمية متخصصة في مجال الكهرباء والتطبيقات الذكية.
من جهته، أكد المهندس عبدالكريم الغامدي المدير التنفيذي لنظام الطاقة في “أرامكو السعودية”، أن “أرامكو” بصفتها لاعبا أساسيا وقائدا في تطوير أعمال الزيت والغاز في المملكة تبدي اهتماما كبيرا بدعم إنشاء شبكات كهرباء موثوقة لتشغيل أكثر من 150 مرفقا حيويا، لتستوفي متطلبات مشاريعها الريادية، وتقوم هذه الرؤية على خمس ركائز أساسية تتضمن العدادات الذكية أنظمة حماية المعلومات الطاقة المتجددة والأجهزة الذكية ذات الكفاءة العالية، ففي مجال التوليد قامت “أرامكو” بإنشاء مراكز مراقبة عن بعد تقوم بتسجيل وتحليل بيانات 14 محطة توليد والتي تنتج أكثر من خمسة ميجاوات لرفع متوسط كفاءة تصل إلى 70 في المائة، وفيما يختص بمجال نقل وتوزيع الطاقة تعتبر “أرامكو” السعودية رائدة في تبني الأنظمة الرقمية الحديثة في أكثر من 1000 محطة كهربائية لإدارة أكثر من 40 ألف جهاز.
من جهته، أكّد المهندس زياد الشيحة؛ الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للكهرباء، أن عملية تطوير الشركة تسير وفق ما هو مخطط لها، لكي تتواكب مع برنامج التحول الوطني 2020 و”رؤية المملكة 2030”، مشيراً إلى أن عملية التطوير تتم من خلال ثلاثة أهداف استراتيجية هي برامج الحلول الذكية للشبكات وأيضاً برنامج العدادات الذكية، كذلك زيادة فاعلية الشبكة وتحسين الكفاءة إضافة إلى برامج التركيز على خدمة العميل.
وبيّن الشيحة أن المملكة شهدت خلال السنوات الخمس الماضية نمواً مرتفعاً في الطلب على الطاقة الكهربائية بلغ قرابة 30 في المائة، ومن المنتظر أن يرتفع 15 في المائة خلال السنوات الخمس المقبلة، مشيراً إلى أن الشركة مستعدة لتلبية هذا الطلب المتنامي والوفاء باحتياجات قرابة 11 مليون مشترك متوقعين عام 2021، لما تملكه من بنية تحتية متطورة ومشروعات كبيرة يجري تنفيذها في مجالات توليد ونقل وتوزيع الطاقة الكهربائية، وستعمل أيضاً على التوسع في توفير احتياجاتهم الجديدة من التقنية الرقمية والعدادات الذكية التي ستؤدي إلى تغيير نمط وأسلوب الاستهلاك لدى المشتركين.
وبيّن الشيحة، أن الشركة الوطنية لنقل الكهرباء تمتلك شبكة ضخمة من الألياف البصرية بأطوال تزيد على 53 ألف كيلو متر دائري، مرتبطة بجميع محطات النقل والتوليد والتوزيع ومرافق الشركة، مدعومة بأحدث أنظمة الاتصالات البصرية والرقمية، وأن أكثر من 70 في المائة من المحطات يتم التحكم بها آلياً.
وأكد، أن الشركة ماضية في خططها للتحول إلى الجيل الجديد من المحطات الرقمية من خلال تنفيذ مشروع محطة تجريبي، استغرق التخطيط له عامين ليكون نموذجاً للمحطات الرقمية على مستوى العالم، والأول من نوعه على مستوى الشرق الأوسط وهو ما سيعمل على تمكين شبكة الشركة من استيعابِ 9.5 جيجاواط من الطاقة المتجددة.
وأضاف الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للكهرباء أن مراحل تنفيذ برنامج العدادات والشبكات الكهربائية الذكية الذي تم إطلاق مرحلته الأولى منذ عام، خطت خطوات مميزة، وأن الشركة تهدف في هذه المرحلة تركيب 2.5 مليون عداد ذكي، ستصل إلى قرابة 5.7 مليون عداد بحلول عام 2021، كما سيتم طرح مشاريع أتممة وتطوير شبكات التوزيع خلال النصف الأول من عام 2017، حيث سيؤدي تنفيذ البرنامجين إلى رفعِ موثوقية شبكة التوزيع وتطوير جودة الخدمة وتحسين رضا العملاء والاستخدام الأمثل للموارد المالية.
وذكر المهندس زياد الشيحة أن الشركة تخطط لافتتاح أول مكتب ذكي لخدمة المشتركين بالمملكة خلال النصف الأول من عام 2017، مبيناً أنها قطعت شوطاً كبيراً في مجال التعامل الإلكتروني مع المشتركين عبر موقع الشركة على الإنترنت وتطبيقات الهواتف الذكية، وأن 80 في المائة من خدمات الشركة للمشتركين خلال العام الجاري تم تقديمها عبر موقع الشركة الإلكتروني، إضافة إلى أن أكثر من خمسة ملايين مشترك يستقبلون المعلومات الخاصة كافة بفواتيرهم عبر رسائل الجوال، وتعتزم الشركة إضافة مزيد من الخدمات الإلكترونية خلال الفترة المقبلة. وأشار إلى أن الشركة ماضية في دعمها لبرامج الأبحاث والتطوير للشبكات الذكية لإيجاد الحلول المبتكرة بما يتناسب مع بيئة وخصائص المملكة، عبر بالتعاون مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية لتأسيس مركز تميز لأبحاث وتطوير الشبكات الذكية، الذي سيشمل إنشاء القرية الذكية (Concept Grid) لتكون حقلاً لكل التجارب المطلوبة في هذا المجال.
وأضاف الرئيس التنفيذي للسعودية للكهرباء، أن الشركة تسير في الاتجاه السليم الذي يتماشى مع “رؤية المملكة 2030” لتكون الخدمة الكهربائية بالمملكة في مصاف أرقى الدول على مستوى العالم من خلال التنسيق مع الجهات الأخرى ذات الصلة من أجل تحقيق ونجاح الرؤية ومواكبة تطلعات المملكة المستقبلية.