أهمية المدينة فساعد ذلك على نمو التجارة الدولية كما هو الحال بالنسبة لموانئ الإيطالية والمدن الجرمانية على بحر الشمال وبحر البلطيق .
ث ) التجارة في عصر النهضة :
لقد لعبت الفتوحات الإسلامية والاكتشافات الجغرافية في العصور الحديثة دوراً هاماً عن النهضة الأوروبية التي شهدتها من حيث الثورات الصناعية والتكنولوجية دوراً بارزاً في تدفق الثروات وتشبع الحاجات وتعقدها ، مما أثر ذلك مباشرة في طرق التجارة المحلية والدولية فازدادت تطوراً وتعقيداً باستمرار وفق مسار الأزمان إلى غاية عصرنا هذا ، عصر العولمة ، والذي بدأت تظهر فيه بوادر التغيير الجذري لمراحل تنفيذ التجارة التقليدية .
ج ) التجارة في العصر الحديث :
المعلومات والتكنولوجية الحديثة أصبحت من أساسيات هذا العصر نظراً لتحول مركز الثقل من المصنع إلى جهاز الكمبيوتر ، وبعد أن كان صاحب المال هو المسيطر في العصر الصناعي ، فإن الذي يسيطر الآن على الأجهزة الالكترونية والبرمجة والأنظمة المعلوماتية هم أصحاب العقول ، وأصحاب العلم وأصحاب الذكاء .
هذا التحول دفع الدول المتقدمة للإمساك بتكنولوجيا المعلومات التي حولت العالم إلى قرية صغيرة يعرف بعضها البعض ، ولقد عمل العصر الصناي على إنتاج الدولة القومية الحديثة القائمة على سيادة الحدود الجغرافية إلا أن عصر المعلومات ـ العصر الحديث ـ لا يعترف بالحدود الجغرافية لأن خطوط الإنترنت والأقمار الصناعية تعبر الحدود الجغرافية دون الحاجة لرخصة أو جواز سفر ، كما اعتمد العصر الصناعي على التجارة التي تنتقل بين البلدان عبر الخطوط البرية والبحرية والجوية ، أما عصر المعلومات فقد اخترع خطوطاً الكترونية تسبق سرعتها وإمكانيتها الخطوط البرية والبحرية والجوية ، وهذا يقودنا إلى كون خطوط التجارة التقليدية لن تستطيع أداء دورها في المستقبل القريب إلا إذا اعتمدت على خطوط التجارة الالكترونية .