والتراجع خطوة أخرى إضافية يبين كيف تتوحد المناهج لكي تعمل معاً بصورة أنظمة كاملة . ومن خلال السعي نحو زيادة الفاعلية والكفاءة ، فهم المناهج والأنظمة هو أكثر فائدة من فهم هيكليات المؤسسة . إن تقصي الأنظمة يبين العلاقة بين المناهج وكيفية عملها معاً في خطوط إنتاج الشركة . ولفهم هذه العلاقة نحن بحاجة لمعرفة المزيد عن ماهية الأنظمة ذاتها .
يمكن تعريف ( النظام ) بأنه أجزاء متفاعلة ومترابطة ومتكاملة . وما من جزء من هذه الأجزاء يستطيع أن يؤدي عملاً وحده ، ولكنها مجتمعة قادرة على التأثير في خصائص أو تشغيل النظام . والنظام ذاته يعمل فقط ككيان كامل . أحد أمثلة النظام هي السيارة . فبطارياتها ، وجهاز التبريد ( الرادييتور ) وآلة المقود هي جميعها أجزاء متكافلة ولا يعمل جزء منها وحده . والكائن البشري هو أيضاً نظام . فقلب الإنسان ورئتاه ، ودماغه ، هي أجزاء متكاملة ولا تستطيع العمل وحدها وبحد ذاتها . وهذا يصدق أيضاً في الشركة . فهي أيضاً مؤلفة من أجزاء لا يعمل أي منها وحده .
والنظرة الشاملة توفر لنا فهماً للنظام بكامله ولأجزائه المتكاملة . والنظام وعملياته يمكن تحسينها فقط عند النظر إليها متكاملة بغض النظر عن الحدود المصطنعة الناجمة عن الدوائر والأقسام الداخلية والموردين الخارجيين والمتعهدين الفرعيين . والمقاربة التقليدية للتحسين هي تناول النظام أو النهج كلاً على حدة ودراسة مهماته وأنشطته على مستوى الفرد أو الدائرة . وهذا يؤدي إلى انتقاص من بلوغ المستوى الأمثل ، ويؤدي إلى تحسين عمل أو نشاط على حساب أعمال وأنشطة أخرى ممكنة .