إن ذلك أبقى لشركة البرمجيات عدة خيارات . فعلى ضوء فهمها الجديد لكيفية اتخاذ الزبائن قرارات الشراء ، صار بإمكانها تحسين القنوات الثماني غير الفعالة وتحقيق تناسقها مع عملية اتخاذ القرار من قبل الزبون ، أو أصبح بإمكان الشركة أن تلغي القنوات الثماني توفيراً للوقت والمال . والوقت والمال اللذان يتم توفيرهما يمكن استخدامها في تحسين قنوات التوزيع الأربع القيمة وإيجاد قنوات جديدة تلبي متطلبات الزبائن من حيث المعلومات بصورة أفضل أو مجرد تحسين خط القاعدة في الشركة . في كل الأحوال الاستماع إلى الزبائن كان يوفر المعلومات التي كانت شركة البرمجيات بحاجة إليها ل تكون أكثر فاعلية وكفاءة في مناهج مبيعاتها وتسويقها .
إن شركة ADC للاتصالات الاسلكية هي شركة أخرى استفادت من تعلمها كيفية اتخاذ زبائنها قرارات الشراء . وهذه الشركة ، ومقرها في مدينة مينابوليس ، تصنع وتورد أجهزة الاتصالات اللاسلكية . وقد افتتحت عملها التجاري قبل الحرب العالمية الثانية ، وتابعت نموها الثابت والمربح على مدى سنوات . وخلال تلك المدة طورت وأنتجت أجهزة كهربائية آلية كانت تبيعها أساساً لشركات الهاتف .
ومع حلول سنة 1988 كان خط الإنتاج قد بلغ مرحلة النضوج ، وبدأت شركات الهاتف تحول تقنيتها من الأجهزة الكهربائية الآلية إلى الأجهزة البصرية الالكترونية مع الألياف . وأصيب نموها بالركود وتدنت الأرباح . ولأول مرة في تاريخها اضطرت الشركة إلى إقفال أحد مصانعها وتسريح العاملين في صناعتها . وأدركت الإدارة العليا لشركة ADC أنها إذا أرادت متابعة رؤيتها كمورد رئيسي في صناعة أجهزة الاتصالات اللاسلكية يجب على الشركة أن تتحول إلى التقنيات الجديدة . وهكذا تحركت بسرعة لامتلاك عدة شركات صغيرة ذات خبرة في الهندسة والتصميم وصناعة المنتجات التي تحتاجها وانطلقت إلى العمل لصنع منتجات جديدة تلبي متطلبات الزبائن المتبدلة .