والمؤسسات الرئيسية تفوض العاملين فيها بإعطائهم السلطة ، والموارد ، والمعلومات التي يحتاجونها . وهذه المؤسسات توفر التدريب وأنشطة التطور الشخصي اللازمة لتكوين المهارات والمعرفة . وقد سبق أن رأينا أن المؤسسات ذات الثقافة المنفتحة تتقاسم بحرية المعلومات والمعرفة ، فهذا ايضاً جزء من عملية منح السلطة . ولإتمام الدورة ، يحصل الأشخاص الذين منحت لهم السلطة التغذية المرتدة عن الإجراء الذي اتخذوه . وهذه التغذية المرتدة تأتي من الاستماع إلى الزبائن ومن أنظمة القياس المتبعة في المؤسسة . إن امتلاك المعلومات واتخاذ الإجراء المستند إلى الإطلاع على المعلومات والحصول على تغذية مرتدة عن هذا الإجراء ، هذه الأمور كلها ينتج عنها تكوين الخبرة التي يحتاجها الأشخاص ليكونوا فعالين في اتخاذ القرار والإجراء .
إن مؤسسات عديدة تعطي النسق الأول من مستخدميها مزيداً من القوة والسلطة . أحد الأمثلة على ذلك هي محثلات ستيو ليونارد لبيع الألبان الشهيرة ومركزها الرئيسي في نوردوك ودانبري في ولاية كنكتيكت . إن ستيوليونارد الابن ، يقول للجالسين وراء صناديق المحاسبة في محلاته ، وكجزء من تدريبه لهم ، أنه يريد منهم السماح للناس بأن يأخذوا مسترياتهم إلى منازلهم بدون دفع الثمن . هل يبدو هذا ضرباً من الجنون ؟ لقد تبين أن نحو خمسين شخصاً يأتون كل اسبوع للتسوق فينتبهون إلى أنهم نسوا أن يحضروا معهم حافظات نقودهم ، أو دفتر الشيكات أو بطاقة الائتمان .