فمعظم الأشخاص الآن قد نالوا قسطاً جيداً من التعلم . وهم لا يحبون إطلاقاً القيام بالأعمال البسيط الرتيبة . كما أن باستطاعتهم أن يحلوا المشاكل وأن يساعدوا في تصميم وتحسين طريقة قيامهم بالعمل . بيد أن المؤسسات التي أخفقت في فحص المعتقدات التي قامت على أساسها نظرية الإدارة العلمية ستواصل تصميم مناهجها عن طريق تجزئتها إلى أبسط عناصرها . وهذه المؤسسات ستتجاهل أيضاً المعلومات التي تأتي من الأشخاص الذين يعرفون طبيعة العمل أفضل من غيرهم والأشخاص الذين يقومون بالعمل . ومن الواضح أن الخطوة الخامسة بالغة الأهمية لنهج التحسين . ومع أن المؤسسات تستطيع أن تحل المشاكل وتحسن المناهج بدون الخطوة الخامسة ، فإنها ستستمر في تصميم مناهها الجديدة معتمدة على المعتقدات القديمة . ونحن هنا نتذكر مثال شركة GTE واعتقاد تلك الشركة أن الزبائن كانوا يريدون تركيب هوافتهم خلال ثمان وأربعين ساعة . ولو أن هذه الشركة لم تشك في اعتقادها ذلك ، لكانت لا تزال تعتمد أسلوباً يكلف ضعفي ما تدعو الحاجة إليه ولكان الزبائن أقل رضا مما هم الآن .
عندما تستخدم إحدى المؤسسات جميع الخطوات الست في الدورة ، تكون على الطريق الصحيح لكي تصبح مؤسسة تتعلم . ولكن إذا اكتفت المؤسسة بتحليل معطيات القياس والتأمل فيها تكون عندها لا تزال تعمل في فراغ . ولكي تكون المؤسسة فعالة فإنها بحاجة إلى معلومات إضافية نحو الخطوة الثالثة.