1من اصل2
أجد صعوبة في التخلص من أشيائي الصغيرة، فهي تتعلق بي، وقد أكون أنا من يتعلق بها!
قصاصة من جريدة، نمرة تليفون كتبت على عجالة، فستان دمية لم يعد لها وجود بين ما تبقى من ألعاب الطفولة، نظارة شمسية كبيرة، وأخرى طبية صغيرة جدا، الكثير من الأقلام، القليل من بطاقات التهنئة، أحمر شفاة معتق، كاميرا لا تزال تحفظ فيلماً ((مبروم)) داخلها، فنجان يحمل رسماً أحبه، وإبرة تريكو لم أستخدمها يوماً!
وهناك مجموعة ضخمة من قوالب الصابون خفتت رائحتها مع الوقت وتغير لونها قليلاً، ومجموعة أخرى من المناديل الورقية حلت محل الورق كصفحة بيضاء خططت عليها بعض الأفكار، وعلب متنوعة الأحجام لم أجد أبداً ما أضعه بداخلها، مفاتيح لست أعلم ما تفتحه، وزجاجات كانت تحوى عطوراً، وأعداد متفرقة من روايات للجيب كنت أدمن قراءتها ولم أعد.. تلك المقتنيات غير القيمة ولا الثمينة أخذت حيزاً بين أدراجي، دون أن أفكر يوماً في أنها مصدر للازدحام أو التكدس.
لم أبذل جهداً ولم أخطط يوماً لجمع أي منها، لكنني التقيتها جميعاً في لحظة صدفة غير مرتبة، أخذتها في حينها إلى أحد الأركان الخفية، وكأنما أردت أن أقتبس أثراً ما من تلك اللحظة لتظل ثابتة حتى ولو بشكل افتراضي فقط، فحين أراها تذكرني بشخص أو مكان أو زمان أو حدث ما، حتى أصبحت كلغة شفرة لا يفك رموزها إلا نفسي.