من الطبيعي أن نشعر بالخوف. فقليل من الخوف مفيد لنا. وقليل من القلق يجعل الحياة أكثر تشويقًا. فذلك يدفعنا لتقديم أفضل ما لدينا ويحسن أداءنا. كما أن قليلًا من الخوف يساعدنا على التفكير بسرعة، ويجعلنا نعمل بشكل أفضل جسديًا. فالتلاميذ الذين لا يشعرون بالقلق يحصلون على علامات أقل من غيرهم في الامتحانات. كما أن الذين لا يشعرون بالقلق المناسب في المقابلات يقدمون أداء أقل من غيرهم أيضًا. وأما في الحالات الطارئة فيفكر الذين يخافون ويتصرفون بسرعة أكبر، وبالتالي فهم أكثر حظًا في البقاء على قيد الحياة من الذين لا يخافون. فللخوف كردة فعل مكانه المناسب.
غير أن الخوف والقلق الزائدين ليسا مفيدين على الإطلاق. فهما يعرقلان أداءنا. فالبعض يشعرون بالقلق الشديد قبل إلقاء كلمة أمام الجمهور، لدرجة أنهم يتعرقلون ويتلعثمون. وبعض التلاميذ يشعرون بالقلق الشديد أثناء الامتحانات لدرجة أنهم لا يستطيعون أن يستعدوا لامتحاناتهم بشكل مناسب، وكلما حاولوا الدرس شعروا بالقلق من النتائج التي سيحققونها. كما أن بعض الأشخاص لا يوفقون في المقابلات، لأنهم يصابون بتوتر شديد في أثنائها. وأما بعض الأشخاص فيخافون جدًا في الحالات الطارئة لدرجة أنهم يفقدون القدرة على الحركة.
ثمة العلاقة بين مستوى القلق لدى الأشخاص وبين أدائهم. فأداء الأشخاص الفكري والجسدي يتحسن مع ازدياد مستوى قلقهم. غير أن هذا الأداء يبلغ نقطة يبدأ فيها بالتراجع مع ازدياد مستوى القلق. وابتداء من هذه النقطة يكون تراجع الأداء سريعًا جدًا. فكلنا بحاجة إلى بعض الخوف، ولكن الإفراط فيه يمنعنا من أداء عملنا على أحسن وجه.
اعلم أنك إذا كنت شديد الاسترخاء فلن يكون أداؤك جيدًا. وأما إذا كنت شديد القلق، أو تعاني من ضغط شديد، فإن أداءك سيتراجع لا محالة.