تعلم الخوف من شيء ما بسبب حادث
يتعلم البعض الآخر الخوف بسبب أحداث خطرة أو حوادث فالسقوط عن الدراجة الهوائية أو التعرض لحادث خلال قيادتها كفيل بجعلك عرضة للقلق في المرة القادمة التي يطلب فيها أحدهم منك استخدام دراجة. فإذا قمت بتأجيل صعودك على الدراجة لوقت طويل يصبح الأمر مخيفًا أكثر فأكثر. وستشعر بالقلق حين تفكر بقيادة الدراجة، وعندما تقرر ألا تقوم بذلك، يختفي هذا القلق. ومجددًا تلقن نفسك أن الدراجات الهوائية مثيرة للقلق، وأن عدم استخدامها يخفف من قلقك. وكلما طال ابتعادك عما يخيفك، أصبح أكثر إثارة للقلق، ولهذا السبب يقال إن أفضل ما يمكن أن تفعله عندما تسقط عن دراجة هوائية هو بالصعود عليها مجددًا من دون تردد. فمواجهة مخاوفك تحول دون تفاقمها.
أما في حالات رهاب الأماكن المكشوفة فيتحدث البعض عن التعرض لنوبات ذعر بسبب وجودهم في مكان مكتظ، وبالتالي يهربون إلى المنزل بحثًا عن ملجأ. ويربط هؤلاء التعرض لنوبة ذعر بالتواجد في الخارج، وبما أنهم لا يرغبون في التعرض لأي نوبة، فهم لا يبقون بالداخل دومًا. فقد علموا أنفسهم أن البقاء في الداخل يجعلهم لا يتعرضون لنوبات ذعر، وفي أن الخروج يتسبب بحدوث واحدة.
إننا نساهم باستمرار مخاوفنا إن لم نواجهها. ويساعدنا الآخرون على القيام بالأمر عينه في بعض الأحيان. فعلى سبيل المثال قد يطلب شخص مصاب برهاب الأماكن المفتوحة من زوجته مرافقته عند الخروج تحسبًا لحدوث أمر ما. وتوافق كثيرات على ذلك لعدم رغبتهن بمعاناة الزوج. وعندما يخرجان يقول الزوج عادة، “أنا أشعر بتحسن عندما تكونين إلى جانبي”. ويمكن لهذا أن يزيد الأمور سوءًا، فالمصابون برهاب الأماكن المفتوحة يعتقدون أن الخروج من المنزل يسبب نوبة ذعر، فبالإضافة إلى هذا علموا أنفسهم أنهم بحاجة إلى الاتكال على شريكهم. فقد “تعلموا” أنهم بحاجة إلى المساعدة لكي يتمكنوا من الخروج.
النقاط الأساسية
- أعراض القلق سببها وردود فعل جسدية واضحة تمامًا.
- الأسباب الكامنة وراء تعرض البعض للإصابة باضطرابات القلق، وعدم تعرض آخرين لذلك، هي بالفعل معقدة.
- تشكل جيناتنا، والمواد الكيميائية الموجودة في أدمغتنا، وهرموناتنا وأحوالنا الاجتماعية أسبابًا مهمة لمشاكل القلق.
- يمكننا أن نعلم أنفسنا الشعور بالقلق من خلال الطريقة التي نتجاوب بها مع الأحداث الخطرة.
- يمكننا أن نساهم باستدامة القلق من خلال عدم مواجهة مخاوفنا ونتعلم أن من الأسهل أن نتفادى الوضع.
