الحديث مع مستمع سيء أمراً منهكاً.. إليك الحلول
هناك الكثير من الأمور التي نجعلها أكثر تعقيداً مما هي عليه، والإستماع للاخرين واحد من هذه الأمور.
بطبيعة الحال المستمع السيء يأتي بأشكال وألوان مختلفة، فهناك الذي يقفز من موضوع لاخر وهناك الذي يقاطع وهناك الذي يطلق الاحكام أو يقدم النصائح وغيرها من الصور التي تجعل الشخص لا يسمع سوى صوته ورأيه.
فكيف يمكن الحديث مع هؤلاء الأشخاص؟
المستمع «الجندب»
النمط هذا يشمل الذين لا يمكنهم متابعة فكرة واحدة لأكثر من بضع دقائق ومن خلال بضع جمل لا أكثر. عادة يتحدثون عن فكرتهم ولا ينتظرون سماع الاخرين بل ينتقلون فوراً لموضوع آخر في الوقت الذي يكون فيه الآخر يستعد لقول ما يريد قوله.
المقاربة هذه عادة ترتبط بالشخصيات النرجسية أو تلك التي تملك ميلاً للسيطرة على الاخرين أو الذين يعانون من السلبية العدوانية لذلك من الأهمية بمكان التسلح بهذه التقنيات من أجل جعلهم يستمعون لما تريد قوله.
التقنية الأولى هي المعاملة بالمثل وعدم إضاعة الوقت والجهد معهم لانهم بكل بساطة لن يستمعوا اليك لذلك إجعل ردودك مختصرة جداً .
ولكن في حال كان لا بد من جعلهم ينصتون فهناك تقنية أخرى قائمة على إستغلال الوقت القصير المتاح لك من خلال التفكير برد مختصر وذكي وبجعل فكرتك تصل بأقل عدد من الكلمات. الخدعة هنا هي «زرع» كلمة أو عبارة تثير إهتمامهم وهي كفيلة بجعلهم يستمعون.
المستمع صاحب فترة الإنتباه القصيرة
بعض الأشخاص يملكون فترة إنتباه قصيرة جداً، أي أنهم يركزون على ما تقوله ويستمعون اليك ولكن في حال تجاوز حديثك مدة زمنية معينة فهم يتوقفون عن الإستماع لكلمة واحدة تقولها لان عقولهم تصبح في مكان آخر.
خلافاً للمستمع الجندب هذه الفئة تستمع بالفعل لفترة معينة وتصل لإستنتاجاتها ولكنها تغلق عقولها كلياً بعد فترة من الزمن. لذلك ما عليك القيام به هو عدم إرباكهم أو جعلهم يشعرون بالملل ولا تستفيض بالحديث شرحاً وتفصيلاً..
إذكر النقطة فوراً وإدعمها بالحقائق بجمل مختصرة. أو يمكن اعتماد مقاربة اخرى من خلال إثارة فضولهم بجمل وكلمات معينة وذلك لتضمن بأن «فترة السماح» في عقولهم يتم تجديدها بشكل متكرر.
النقطة الهامة هنا هي عدم الإجابة بنعم أو لا تحت أي ظرف من الظروف لان ذلك يعني بالنسبة إليهم انه عليهم الإستفسار أكثر وبالتالي إمضاء مزيد من الوقت بالحديث عن الفكرة نفسها.
الشخص الذي يقاطع الآخرين
الشخص هذا عادة لا يسمح لك حتى بإكمال فكرتك أو توضيحها لانه ما ينفك يقاطعك ويطرح أفكاره الخاصة أو حتى يتحدث عن موضوع مختلف كلياً. عادة هذه الفئة اما من النوع الحسود أو لا تملك ما يكفي من الثقة بالنفس وبالتالي لا يمكنهم الجلوس والإستماع لشخص آخر يقوم بربط النقاط ببعضها.
عادة يسمحون لك بالحديث حتى تصل لنقطة معينة تمكنهم من دحض ما تقوله وبالتالي التعبير عن رفضهم أو فرض رأيهم.
المقاربة الاولى هي الإصرار على إكمال ما تقوله وعدم السماح لهم بالإسترسال لذلك إنتظر حتى يتم قول جملة أو جملتين ثم قم بمقاطعتهم وانما بطريقة ذكية كإستخدام جملة «هل تريد أن تسمع ما تبقى من الحديث أم لا ؟» أو «ماذا لو تسمح لي بإكمال ما اريد قوله ثم تقول رأيك؟».
المقاربة الثانية هي السماح لهم بتولي الدفة، إتركهم يتحدثون حتى يصلوا لمرحلة ترغمهم على التقاط أنفاسهم حينها تولى أنت الدفة مجدداً ولكن لا تكمل من حيث إنتهوا، بل من حيث انتهيت أنت ولا تدافع عن أي نقطة قاموا بذكرها حين كانوا يعترضون ويناقضون ما تقوله.
المقاربة الثالثة هي بالطلب منهم وبهدوء توضيحات حول رأيهم أو ما تحدثوا عنه. عادة الذين يقاطعون الاخرين بشكل متكرر هدفهم إثارة غضب الاخرين أو الخروج من النقاش منتصرين على حسابكم.
لا يستمع سوى لنفسه
هو يظن بأن المحادثات هي طريق بإتجاه واحد وليست تبادلاً للافكار والمعلومات أو حتى تجربة تتضمن أطرافاً اخرى. بالنسبة اليه المحادثات هي أن يتكلم هو وأن تستمع أنت.حين تحاول محادثته قد تلمس بعض الإنزعاج لانه بالنسبة اليه هكذا مقاربة تعني بانك لا توافقه الرأي أو تحاول تصحيح معلوماته.. هو لا يريد ردود أفعال بل يريد شخصاً يستمع ولا يتكلم.
المقاربة الأولى هي بالسماح له بالقيام بذلك ولكن ضمن مهلة زمنية محددة. لا يمكنك التسامح معه لوقت طويل والا لن يتوقف عن الحديث لذلك بعد فترة قم ومن خلال لغة الجسد بالتعبير عن إنعدام صبرك تجاه ما يحصل. هذه الفئة تنتبه للغة الجسد وعلى الارجح سيدرك بأنك ضقت ذرعاً وبالتالي سينهي حديثه بأسرع وقت ممكن.
المقاربة الثانية هي بتذكيره فور البدء بحديثه بانك تعرف القصة مسبقاً لانه أخبرك عنها قبل يوم أو يومين. عادة هذه المقاربة لا تنفع كثيراً لانه سيكمل قصته ولن يكترث لما قلته.. ولكنها تستحق المحاولة.
كما سبق وذكرنا النوعية هذه تنتبه كثيراً للغة الجسد لذلك سخرها لمصلحتك. قم بالتواصل البصري وأكثر من الإشارات غير اللفظية كي تسير الحديث بالإتجاه الذي تريده، فان كان مثلاً يستقيض شرحاً بالتفاصيل قم بحركة تعبر عن مللك حينها سينتقل لفكرة أخرى .. أكمل على المنوال نفسه حتى ينهي حديثه بأسرع وقت ممكن كي تحصل على فرصة بقول ما تريد قوله.