من هو التنفيذي الأعلى أجراً في امريكا ؟
قصي المبارك –دبي :
تحقق شركة “غوغل” أرباحاً مالية يمكن وصفها بالخيالية، معتمدة في ذلك على موردها الرئيس المتمثل بخدمات الإعلانات، ومدعومة بإعلانات “يوتيوب”، لما يحققه الموقع من عدد هائل من الزيارات يومياً.
وتشير البيانات المالية لسنة 2015 إلى أن الشركة حققت إجمالي إيرادات بلغ 17.7 مليار دولار أمريكي، وهو ما يعادل ميزانيات دول قائمة بذاتها.
ويظهر التقرير المالي ل”غوغل” عن المدّة من 2005 إلى 2014، تسجيل مبيعات في بريطانيا وحدها، بقيمة 24 مليار جنيه إسترليني، بقيمة أرباح تقديرية بلغت نحو 7.2 مليار جنيه إسترليني.
فلا غرابة إذاً في أن يكون سوندار بيتشاي، هو الرجل التنفيذي الذي يتقاضى الأجر الأعلى على مستوى الولايات المتحدة، إذ يكشف التقرير المالي الدوري لشركة “غوغل”، أن بيتشاي حصل على مكافأة تزيد على 270 ألف سهم من أسهم الشركة، بقيمة 199 مليون دولار، وهو ما يجعله أعلى أجر يتقاضاه مدير تنفيذي في الولايات المتحدة.
وتشير مجلة “فوربس” إلى أن مؤسّسي غوغل، لاري بيج وسيرغي برين، جمعا ثروة قدرها 6.34 مليار دولار للأول، و 9.33 مليار دولار للثاني.
وحصل بيتشاي، الهندي الأصل البالغ من العمر 43 عاماً، على 273328 سهماً مشروطاً من الفئة “سي” من شركة “ألفابيت”، الشركة الأم ل”غوغل”، بقيمة 199 مليون دولار، بحسب تقرير هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية. وعلى ذلك فإن هذه الأسهم تضاعف إجمالي قيمة ما يمتلكه بيتشاي من أسهم، ليصل إلى 650 مليون دولار، فضلاً عن أن قيمة الأسهم التي حصل عليها، ستزداد على نحو فصلي حتى عام 2019، وبعبارة أخرى، ستؤول إليه السيطرة الكاملة على أسهم “غوغل” على نحو تدريجي.
وأمضى بيتشاي إلى الآن نحو 12 سنة في “غوغل”، تولّى في بدايتها قيادة إدارة الإنتاج لعدد من البرمجيات الموجّهة لخدمة عملاء غوغل، من بينها متصفّح “غوغل كروم”، ونظام تشغيل “كروم”، فضلاً عن مسؤوليته عن “غوغل درايف”. ويعود إليه الفضل في تطوير خدمة البريد الإلكتروني “جيميل” وخدمة الخرائط “غوغل مابس”.
وعمل بيتشاي سابقاً في إدارة الهندسة والإنتاج بشركة “أبلايد ماتريالس”، ومستشاراً إدارياً في شركة “ماكينزي آند كومباني”.
وتشير أرقام “بلومبرغ”، إلى أن المكافأة التي تلقاها بيتشاي هي الأكبر في تاريخ “غوغل”،علماً بأنها أول مكافأة يتلقاها منذ حصوله على منصب المدير التنفيذي ل”غوغل”، بعد عملية إعادة الهيكلة التي خضعت لها الشركة.
كما قدمت “ألفابت” مكافأة بقيمة 42 مليون دولار تقريباً، في صورة أسهم محددة لمديرة وحدة خدمات “غوغل” السحابية، ديان غرين، كما منحت المسؤول المالي روثبورات أسهماً مشروطة بقيمة 38 مليون دولار، وفق الشروط نفسها المطبقة مع بيتشاي.
وتتّبع “غوغل” سياسة منح مكافآت للمديرين التنفيذيين في صورة أسهم مرة كل عامين، وهي استراتيجية تشجّع التنفيذيين على اتباع سياسات ورؤى طويلة الأمد في أعمالهم.
مهمة بيتشاي ليست بالسهلة:
رغم كل نجاحاته وإنجازاته، خلال مسيرته في “غوغل”، يُواجه بيتشاي في منصبه الكثير من التحديات، منها إقبال مُستخدمي الهواتف الذكية على تخصيص الوقت الأكبر للتطبيقات، ما ينعكس سلباً على جانب الإعلانات والبحث على الإنترنت، وبالتالي يُؤثر في أرباح “غوغل”، فضلاً عن مواجهة شركة “أمازون” التي تُتيح للمستخدمين الشراء بخطوات أقل، و”فيسبوك” التي تسمح لها شبكتها الاجتماعية بجمع قدر ضخم من البيانات، عن المستخدمين وعلاقاتهم واهتماماتهم، وتستعين بها لتوجيه الإعلانات. ويُضاف إلى ذلك الخلافات والمنازعات القضائية مع الاتحاد الأوروبي، عن الخصوصية ومزاعم تفضيل “غوغل” لمنتجاتها.
وبطبيعة الحال، ومع هذه المهارة، سعت شركات أخرى إلى إقناع بيتشاي بالانتقال إليها، وورد اسمه ضمن المرشحين لتولّي منصب الرئيس التنفيذي لشركة “مايكروسوفت”، خلفًا لستيف بالمر، قبل أن يتولّاه مواطنه ساتيان اديلا.
كما تلقى بيتشاي عرضًا من “تويتر”، عام 2011، للإشراف على المنتجات، وجاء اسمه ضمن القائمة القصيرة، لشغل منصب الرئيس التنفيذي لشركة التدوين المُصغّر. ولذلك يرى البعض أن من أسباب اختيار بيتشاي لمنصبه الجديد، محاولة الإبقاء عليه في “غوغل”.
“غوغل” تطيح ب”أبل” من قمة أغلى شركات العالم
ومواصلةً لنجاحها في تحقيق أرباح هائلة، تمكّنت شركة “ألفابيت، المالكة ل”غوغل”، من التفوّق على شركة “أبل”، بوصفها أكثر شركة على مستوى العالم تحقيقاً للأرباح، بعد أن سجلت أرباحاً قيمتها 4.9 مليار دولار، خلال الأشهر الثلاثة المنتهية في ديسمبر / كانون الأول 2015، بزيادة على أرباح الفترة نفسها قبل عام، التي سجلت 4.7 مليار دولار.
وعلى أساس سنوي، تسجّل “ألفابيت” أرباحاً بقيمة 16.3 مليار دولار، غير أن الأرقام تظهر أن شركة “أوزر بيتس” التابعة لها، سجلت خسائر قيمتها 3.6 مليار دولار، خلال الفترة، فيما ارتفعت الأرباح التشغيلية ل”غوغل”، مسجّلة 23.4 مليار دولار، مع زيادة الإعلانات على الإنترنت.
وبهذه الأرقام تصبح “ألفابت” أغلى الشركات العالمية المدرجة في البورصة، بقيمة 558 مليار دولار، متفوقة على “أبل”، التي تبلغ قيمتها 535 ملياردولار.