كيف يجني تويتر أرباحه ؟
قصي المبارك – دبي:
انطلق موقع تويتر عام 2006، ليتحول خلال بضع سنوات إلى أكبر شبكة اجتماعية للتدوين المصغر في العالم، بنحو 290 مليون مستخدم نشط شهرياً، حسب آخر الإحصاءات لسنة 2014.
لاقى تويتر استحسان الملايين من المستخدمين والعديد من الشركات العاملة في مجال الإعلام والإنترنت، وعلى الرغم من ظهور خدمات أخرى منافسة لتويتر، فإن المستخدمين ارتبطوا بالموقع بعلاقة وثيقة ترغمهم على استخدامه.
لم يكن موقع تويتر في بداية انطلاقه يجني ذلك القدر الكبير من الأرباح، إذلم يمتلك حينها أي فكرة لطريقة تحقق له المكاسب المالية، باستثناء مصادر دخل بسيطة، ففي سنة 2009 وقعت شركة تويتر اتفاقية مع كل من غوغل بمبلغ 15 مليون دولار ومايكروسوفت بمبلغ 10 ملايين دولار، لتوفير نتائج بحث في موقع تويتر ضمن نتائج البحث في محركي غوغل و”بينغ” التابع لمايكروسوفت، وحقق في نهاية العام 4 ملايين دولار أرباحاً، ووصل عدد المستخدمين إلى 25 مليوناً.
وفي السنوات القليلة التي تبعت إطلاقه ركّز الموقع علىالتعريف بنفسه منصة تدوين مصغّر، وتحسين الموقع وتسهيل الوصول إليه من مختلف المنصات والأجهزة المحمولة، ممّا أسهم في جذب الموقع لأعداد متزايدة من المستخدمين، أدت في بعض الأحيان إلى توقفه عن العمل.
وحصل موقع تويتر خلال السنوات الأولى لإطلاقه، على دفعات عدة من التمويل، بعد أن وجد مكانه منافساً قوياً في سوق التواصل الاجتماعي ، ففي السنة الأولى حصل على 5 ملايين دولار، وبعدها 22 مليون دولار، ومن ثم 35 مليون دولار، وفي عام 2010 تمّ تمويله بمبلغ 200 مليون دولار، فأصبحت قيمة تويتر كشركة 3.7 مليار دولار، وفي الفترة التي سبقت طرح شركة تويتر أسهمها للاكتتاب، توقع الخبراء أن تبلغ قيمة الموقع ما بين 15 و20 مليار دولار، وعلى سبيل المقارنة بلغت قيمة موقع “فيس بوك” لدى طرح أسهمها للاكتتاب نحو مئة مليار دولار.
سنستعرض الآلية التي يجني بها موقع تويتر أرباحه بوصفه مشروعاً تجارياً:
مع تطور موقع تويتر وتزايد معدلات استخدامه حول العالم من قبل الأشخاص والشركات على حدّ سواء، أصبح للموقع مصادر متعددة للدخل والأرباح:
1.ترويج التغريدات:
وهي من أكثر الوسائل التي يلجأ إليها موقع تويتر لجني الأرباح، ويروّج الموقع لتغريدات معيّنة لتظهر ضمن نتائج البحث الذي يقوم به المستخدم، ويقوم الموقع بتمييز التغريدات المروّج لها بإشارة السهم البرتقالي، ويمكن لهذه التغريدات أن تظهر بشكل مستمرّ طيلة فترة تصفح الموقع وتحديثاته.
وحتى تظهر التغريدات المروّج لها ضمن صفحة التحديثات، هناك معايير محددة، فمثلاً يجب أن تكتب الكلمة المفتاحية المستهدفة، ومن ثم يتطلب الأمر نوعاً من التفاعل مع التغريدات العادية، كأن يشاهدها عدد معيّن ويقوموا بإعادة تغريدها أو الردّ عليها، أو النقر على الرابط المرفق بالتغريدة، لتظهر بعدها التغريدة الترويجية في صفحة التحديثات.
ويتيح موقع تويتر إمكانية عرض التغريدات المروج لها للمتابعين فقطن أو لغير المتابعين ممّن لديهم اهتمامات بموضوع التغريدة، ممّا يسهم في زيادة أعداد المتابعين للحساب الذي يقوم بالترويج لتغريداته.
ومن الخيارات التي يوفرها تويتر أيضا في ترويج التغريدات، إمكانية استهداف الجمهور في مكان معيّن، كتحديد الدولة المستهدفة عند إطلاق الإعلان، وعلى مستوى الولايات المتحدة يتيح موقع تويتر الاستهداف على نطاق الولاية الواحدة فقط.
وبالطبع لاتظهر التغريدات المروّج لها للحسابات الوهمية، وإنما يشترط ، كما ذكرنا آنفاً، مستوى معيّن من التفاعل، لتظهر تلك التغريدات، وتظهر هذه التغريدات الترويجية على مختلف المنصّات، سواء الويب أو تطبيقات الأجهزة المحمولة، ويتيح تويتر نمطاً معيّناً من التغريدات الترويجية للحملات السياسية كالمواسم الانتخابية، بحيث تظهر التغريدات المتعلقة بلون آخر مميّز .
2.الترويج للمواضيع الأكثر تداولاً “Promoted Trend”:
يوفر موقع تويتر ميزة تتبّع المواضيع الأكثر تداولاً من قبل الجمهور، في زمان ومكان محددين، وهو ما يعرف ب “ترند”، ومن خلال هذه الخاصية تمتلك شبكة تويتر أسلوباً آخر لجني المال، فعندما ترغب شركة ما في الترويج لنفسها، يمكنها الترويج ل “ترند” بكامله، وذلك للفت انتباه قاعدة أكبر من مستخدمي الموقع، إلى ظاهرة جديدة يتم التغريد لها، ويمكن استخدام “الترند” لزيادة الوعي بعلامة تجارية معيّنة، أو لفت الانتباه إلى حدث دولي، كإطلاق منتج جديد، أو عقد مؤتمر عالميّ ما.
تظهر قائمة المواضيع الأكثر تداولاً “ترندز” على الجانب الأيسر من موقع تويتر، ويعبر عنها الوسوم “هاشتاغز” الأكثر تداولاً، ويمكن التنقل بين المواضيع الأكثر تداولاً من دولة إلى أخرى.
3.الترويج للحسابات :
يقدم موقع تويتر للمستخدم بشكل مستمر قائمة مقترحة بالحسابات التي قد يرغب في متابعتها، وفقاً لاهتماماته، وبناء على هذه الخاصية يمكن لتويتر الترويج لحسابات معينة وفق قائمة اهتمامات مستهدفة لتظهر الحسابات المروّج لها مميّزةً بعلامة السهم البرتقالي ضمن ما يسمّى بتصنيف “Who To Follow” بمعنى أشخاص ينصح بمتابعتهم، ومن خلال هذا النوع من الحملات الإعلانية، يظهر الحساب المروّج له ضمن قائمة الحسابات المقترحة بمجرد بحث المستخدم عن أي كلمة متعلّقة ومرتبطة بموضوع الحساب، كأن يقوم الموقع باقتراح متابعة الحساب الرسمي لشركة آبل عند البحث عن سعر الهاتف آيفون 6 على سبيل المثال، ويمكن كذلك استخدام هذا الأسلوب للاستهداف الجغرافي كأن يقوم تويتر باقتراح حسابات ضمن المنطقة التي يعيش فيها المستخدم.
4.تحسين الملف الشخصي:
يستهدف هذا النوع من الحملات الإعلانية علامات تجارية معيّنة، وليست لعموم المستخدمين، إذ يوفر الموقع خيار إجراء تعديلات جوهرية على الملف الشخصي لحساب الجهة الراغبة في الترويج، وهو أمر لا يوفره موقع تويتر لجميع المستخدمين، كإضافة مؤثرات خاصة على صورة الملف الشخصي للحساب، وتحسين التوصيف الخاص بالجهة المروّجة.
وضمن هذا النوع من الحملات الترويجية، يمكن لتويتر القيام بتمييز تغريدة معيّنة وتثبيتها في أعلى قائمة التغريدات للحساب المروّج له، ليشاهدها عدد أكبر من المستخدمين، بغضّ النظر عن تاريخ وتوقيت نشرها.
5.صفحة “وسوم” مخصصة:
من خلال هذا الأسلوب الترويجي يسمح موقع تويتر لجهة معيّنة بإطلاق صفحة “هاشتاغ” خاصة بفعالية معينة كمهرجان أو سباق أو بطولة أو حملة ترويجية لمنتج أو خدمة ما، وضمن صفحة الهاشتاغ تظهر جميع المشاركات المرتبطة بهذه الفعالية، وبهذا تكون الجهة المروّجة قد أوجدت “ترند” خاصاً بها بقوم المستخدمون باتباعه، على العكس من الوضع الاعتيادي القائم على البحث عن الهاشتاغ المتداول، لمعرفة الموضوع الأكثر تداولاً على الشبكة.
أخيراً، وبعد قيام الجهة المروّجة بإطلاق حملتها الإعلانية، لا بدّ منمتابعة إحصاءاتها لتعرف مدى النجاح الذي حققته الحملة، فيقدم تويتر إحصاءات كاملة للحملة، تشمل عدد مرات ظهور تغريدة معيّنة ومن قاموا بتفضيلها وإعادة تغريدها، وعدد الأشخاص الذين تابعوك من خلال تلك التغريدة، وعدد مرات النقر على الروابط المرفقة، فضلاً عن كشف هوية الأشخاص الذين قاموا بإلغاء متابعتهم لحسابك.