رضا بهلوي
مؤسس السلالة البهلوية الحاكمة في إيران حتى عام 1979 . هو الذي غير اسم فارس إلى إيران لمحو التأثير الإسلامي عليها . هو رضا عباس قلى خان . ولد عام 1878 في بلدة سوادكوه في إقليم مازندران بإيران لأب يعتقد أنه مات مقتولاً ولأم قوقازية انتقلت للعيش في طهران سيراً على الأقدام . يقال إنه عمل راعياً للحمير في صغره . تزوجت أمه فكفله خاله الذي أودعه لدى أسرة ضابط في الجيش فالتحق بفرقة القوزاق العسكرية القوية وعمره خمسة عشرة عاماً بعد أن تعلم القراءة والكتابة . انضم لحرس بوابات السفارات الأجنبية وكان يشارك في قمع مظاهرات المتمردين والثوار ضد الحكم القاجاري في خراسان وكردستان واثبت قسوته وجديته وولائه للسلطة ورفضه لأي محالوات للخروج عليها ، فدخل خدمة تحت السلاح وأصبح قائداً لفرقة القوزاق في عهد دولة ملوك القاجار وترأس وزارة الدفاع عام 1921 حيث قام بإسقاط الحكومة وتولى منصب نائب رئاسة الوزراء وخلع آخر شاهات ( ملوك ) القاجار عام 1925 وأجبر البرلمان على انتخابه ملكاً للبلاد بدعم الإنجليز الذين طالبوه فيما بعد بالحصول على امتيازات واسعة في التنقيب عن البترول وغطوا البلاد بشبكة من الجواسيس مما أثار رضا خان الذي تسمى باسم ( شاهنشاه ) واتخذ لقب بهلوي . وكان يميل للألمان الذين كانوا يسيطرون على الجهات العلمية في البلاد ويقدمون الخبرة وحين قامت الحرب العالمية الثانية هاجمته القوات الروسية والإنجليزية معاً بعد رفضه فتح بلاده لتزويد جيوشهما ضد القوات الألمانية وطالبوا بخلعه عن العرش وأجبر على الاستقالة لصالح ابنه محمد رضا في سبتمبر من عام 1941 ونفى رضا بهلوي إلى مومباي في الهند ، ومنها إلى جزيرة موريشيوس ثم إلى جوهانسبيرج في جنوب أفريقيا حتى توفي عام 1944 .
كان ” رضا خان ” شخصية فذة صارمة ، عارم السيطرة ، فكان يأمر المهندسين بالمبيت تحت الكباري التي يبنونها للتأكد من سلامتها ، عمل على تطوير مرافق البلاد فبنى شبكات الطرق والسكك الحديدية وأوجد فرص عمل للعاطلين وطور التعليم وفرض الخدمة العسكرية الإجبارية وأزاح المعارضة وألغى كل الاتفاقيات التي تعطي امتيازات للبلاد الأجنبية وزاد الضرائب التي تدفعها . وفي 31 ديسمبر عام 1934 ألغى بمرسوم خاص اسم فارس وجعله ( إيران ) أي بلاد الآريين متأثراً بدعوة أتاتورك في تركيا للإصلاح وإلغاء الظواهر الدينية وحاول إعلان الجمهورية الإيرانية لكنه فشل ، ويروى أنه ظهر عام 1927 في حفل عام ومعه نساؤه الثلاث وهن يرتدين الملابس الأوروبية ويضعن القبعات وكانت النساء الإيرانيات يرتدين في العادة الشادور المعروف ، مما أثار الملالي ، رجال الدين ، عليه .
ويروى أن والد الخميني ، وكان شخصية دينية معروفة ونافذة ، رفض الانصياع لأمر خلع حجاب النساء فتوجه الشاه إليه في مدينة ( قم ) المقدسة وصفعه على وجهه . فكان أن انتقم ابنه الخميني فيما بعد من ابن الشاه وخلعه عن عرش إيران نهائياً عام 1979 وقام بالثورة الإسلامية التي استمرت حتى اليوم .