استعدادات لتأسيس «جيش كردستان سوريا» بدعم التحالف الدولي
غازي عنتاب «القدس العربي»: يستعد «الحزب الديمقراطي الكردستاني» في إقليم كردستان العراق، للإعلان عن تأسيس «جيش كردستان سوريا» بدعم التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بهدف إرسال قوة عسكرية تتألف من 15 ألف مقاتل إلى المناطق الكردية، التي يهيمن عليها «حزب الاتحاد الديمقراطي» في شمال شرقي سوريا.
وقال عضو اللجنة المركزية في الحزب الديمقراطي الكردستاني كاوا عزيزي، في حديثه لوسائل إعلامية كردية: إنهم يعملون على تأسيس جيش كردستان سوريا، بهدف إرسال قوة مؤلفة من 15 ألف مقاتل إلى كردستان سوريا. وفي تصريح خاص ل»القدس العربي»، قال عضو الحزب الديمقراطي الكردي داجور عبدي: «إن التحالف الدولي سيقدم الدعم بالتدريب والسلاح والدعم المادي لجيش كردستان سوريا، الذي سيتم تأسيسه في إقليم كردستان العراق، للمشاركة في حماية المناطق الكردية، وقتال الجماعات الإرهابية في سوريا وعلى رأسها تنظيم الدولة»، على حد قوله.
وأضاف «أن تعداد جيش كردستان سوريا سيتكون بشكل رئيسي من قوات البيشمركة التي يصل تعدادها إلى 8 آلاف مقاتل، بالإضافة إلى الشباب المقيمين بالمخيمات في إقليم كردستان، التي تشهد إقبالاً واسعاً على التطوع ضمن صفوف التشكيل الذي سيعلن عنه في القريب العاجل بشكل رسمي، لافتاً إلى أن الوحدات الخاصة في كردستان العراق ستقوم بالإشراف المباشر على تأسيس هذا الجيش، الذي سينتقل بإشراف التحالف الدولي بعد انتهاء التجهيزات إلى المناطق السورية للمساهمة في استقرارها».
وكان «حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي»، الجناح السياسي لقوات الحماية الشعبية، وصف طرح الحزب الديمقراطي الكردستاني لموضوع إرسال مجموعات مسلحة تابعة لجيش كردستان سوريا إلى المنطقة بالخطوة الخطيرة.
ونشر عضو الهيئة التنفيذية لحركة المجتمع الديمقراطي آلدار خليل، على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أن طرح الحزب الديمقراطي الكردستاني «PDK» لموضوع إرسال مجموعات مسلحة تسمى بجيش كردستان سوريا إلى المنطقة خطوة خطيرة تحرض على خلق اقتتال كردي كردي.
من جهته، تساءل الناشط السياسي الكردي خليل جوكار في تصريح خاص ل»القدس العربي» عن الدافع الحقيقي وراء إنشاء جيش كردستان في هذا التوقيت بالتحديد؟ والجهة التي ستقوم بتمويل ودعم هذه القوات، التي ستصبح عامل ضغط على خدمة المشروع الكردي الديمقراطي في المنطقة الكردية في سوريا.
وأكد جوكار على أن دخول ما يسمى «جيش كردستان» إلى المناطق الكردية خلال الفترة المقبلة، هي مسألة عسكرية والقرار فيها بيد القوى العسكرية والإدارة الذاتية التي تدير هذه القوات، فهما الجهتان الوحيدتان المخولتان في مناقشة هذه المسألة.
يشار إلى أن قوات البيشمركة المناهضة لحزب الاتحاد الديمقراطي كانت قد تشكلت في عام 2012، من مقاتلين أكراد انشقوا بمعظمهم عن جيش نظام الأسد وفروا نحو إقليم كردستان العراق، وتلقوا تدريبات عسكرية على يد خبراء أجانب، ليكونوا بادئ الأمر جناحاً عسكرياً للحزب الديمقراطي الكردستاني السوري، أحد الأحزاب المنضوية في المجلس الوطني الكردي.
ويقدر عدد عناصر هذا الفصيل بنحو عشرة آلاف مقاتل كردي، يزداد عددهم بشكل يومي مع استمرار أبناء المخيمات في كردستان العراق بالتطوع فيه، وهو ما جعله قوة لا يستهان بها، تتبع فكريًا وعقائديًا لمسعود بارزاني، رئيس إقليم كردستان العراق، ويشارك مقاتلوه في المعارك ضد تنظيم الدولة في العراق.
Share on Facebook