«كتائب الحشد الشعبي» العراقية تحشد لمعركة شمال سوريا «نصرة» لقريتين شيعيتين
انطاكيا «القدس العربي»: من جنوب العاصمة السورية دمشق إلى الشمال السوري، عنوان عريض بدأت إحدى أبرز الميليشيات العراقية التابعة للحشد الشعبي العراقي المدعوم من قبل حكومة طهران، بتسويقه وإعطائه زخماً اعلامياً، كهدف ضخم لمعركتها، والتي يستعد لخوضها الحشد الشعبي العراقي، ضد المعارضة السورية المسلحة التي تحاصر بلدتي «كفريا والفوعة» شمال سوريا.
الإعلام الحربي «لكتائب الإمام علي في العراق وسوريا» التابعة لهيئة الحشد الشعبي، بقيادة شبل الزيدي، ذكر أمس، أن القطعات العسكرية الموجودة في بلدة السيدة زينب جنوب مدينة دمشق، تتجهز لخوض معارك جديدة دفاعاً عن الطائفة الشيعية في بلدتي كفريا والفوعة في ريف محافظة ادلب، وذلك بعد أن نشر الاعلام الحربي صوراً لاستعراض عسكري في بلدة «قبر الست» قال إنه يعود لعناصر كتائب الإمام علي ممن يتم تعبئتهم لخوض «معارك نصرة لكفريا والفوعة» وظهر فيها «محمد الباوي» معاون الأمين العام للميليشيا «شبل الزيدي»، مع القائد العسكري «أحمد الحجي الساعدي» أحد ابرز قادة كتائب الإمام علي.
«القدس العربي» تقصت حسابات شخصية تابعة لعناصر «كتائب الامام علي» العراقية، وتبين أن قسم من الميليشيا يتواجد على جبهات ريف حلب، الأمر الذي يؤكده «مرتضى» أحد أفراد المكتب الإعلامي لكتائب الإمام علي، حيث نشر صورا لعناصر الميليشيا على جبهات محافظة حلب، في حين لا يزال القسم الأكبر يتموضع على تخوم مدينة دمشق، بالقرب من مرقد «السيدة زينب».
وقال الملازم فادي عبد العزيز من «الجيش السوري الحر» في تصريح خاص ل «القدس العربي»: العرض والاستعراض الذي تقوم به ميليشيا «الإمام علي» الشيعية، بشكل خاص وكتائب الحشد الشعبي بشكل عام، والتي باتت تعمل ضمن خطة توسعية في المنطقة «سوريا والعراق» من خلال زيادة أعداد مقاتليها، ودعم ترسانتها العسكرية، بسبب تبني إيران لها، هدفها الاسياسي أولاً هو إعادة إضفاء القوة الإيرانية في سوريا مجدداً عقب الأخبار التي تناقلتها وسائل الإعلام، عن وجود خلافات بارزة بين موسكو وطهران، فأرادت الأخيرة إبلاغ رسالة دولية مفادها بأنها ما زالت صاحبة القرار في الأرض السورية، وقادرة على تنفيذ معارك متى تريد وبالمكان الذي تريد.
ورأى المتحدث أن إيران التي تبحث عن أرض خصبة لزراعة الأحقاد الطائفية، تريد استعراض «سلطتها شبه المستقلة» على العاصمة السورية دمشق، عبر ميليشياتها التي تحاول تسويقها على أنها مؤسسات دينية عقائدية مهمتها حماية أتباع أهل البيت في كل مكان، وترفقهم بضجة إعلامية، تفوق قدراتهم في معظم الأحيان، وتنسف شعاراتهم بأنهم القوة الضاربة على الأرض، حسب تعبيره.
وكانت هيئة الحشد الشعبي قد أعلنت عن تأسيسها ميليشيا «كتائب الإمام علي» في شهر آب/أغسطس 2015، وأوكلت مهمة القيادة العسكرية لهذه الكتائب في سوريا إلى القيادي جعفر البنداوي، المعروف ب «أبو كوثر» والمقرب من قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، الذي أقيل من منصبه، وخلفه محمد البلوي كما عيّنت شبل الزيدي في منصب الأمين العام.