الحريري يدق ناقوس الخطر اليوم في بروكسل محذّراً من تداعيات أزمة النازحين على لبنان
الحريري يدق ناقوس الخطر اليوم في بروكسل محذّراً من تداعيات أزمة النازحين على لبنان
بيروت «القدس العربي»: يدق رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري ناقوس الخطر اليوم في مؤتمر بروكسل الذي ينعقد تحت عنوان «دعم مستقبل سوريا والمنطقة»، وسيضمّن الحريري في خطابه امام المؤتمر التحذيرات التي أطلقها في حديث صحافي قبل ايام حول الخشية من إقتراب لبنان من «نقطة الانهيار» بسبب ضغوط استضافة 1.5 مليون لاجئ سوري على ارضه والخشية من اندلاع اضطرابات بسبب التوتر بينهم وبين اللبنانيين.
وتشارك في هذا المؤتمر كل من ألمانيا والكويت والنرويج وقطر والمملكة المتحدة والامم المتحدة، وتحضيراً لمشاركة لبنان زار الحريري المستشارة الالمانية أنغيلا ميركل وعرض معها لتداعيات النزوح السوري قبل أن يعقدا مؤتمراً صحافياً مشتركاً استهلته ميركل بالحديث عن اهمية الاستقرار في لبنان وقالت «إن لبنان يستضيف أكثر من مليون لاجئ سوري، وبالتالي يمكنكم تخيل مدى العبء الإنساني المفروض، نظراً إلى حجم هذه الدولة وعدد سكانها. لذلك أود أن أعبّر عن احترامي وتقديري للشعب اللبناني لاستضافته هذا العدد الكبير من اللاجئين السوريين، خصوصاً وأن الوضع في البلاد حساس جداً أصلاً، وبالتالي فإنه تحد كبير».
واضافت «نحن نعتبر ثاني أكبر دولة مانحة للبنان، وقدمنا دعماً مالياً بلغ أكثر من 286 مليون يورو في العام المنصرم، ونساعد لبنان في مواجهة هذه الأزمة، كما أننا نحاول أن نستخدم هذه الأزمة من أجل إنعاش الديناميكية الاقتصادية في المنطقة». وأكدت ان «المهمة الرئيسية هي مساعدة اللاجئين ولكن أيضاً المجتمع المضيف، طالما أنه هو الذي يواجه عبء استضافة اللاجئين السوريين. وبالتالي فإن المجتمع الدولي يجب أن لا يعالج مشكلة اللاجئين فقط بل أيضاً الدول المضيفة. وفي الغد سوف نشارك في المؤتمر الهادف إلى دعم سوريا في المستقبل والمنطقة ككل، وذلك في بروكسيل وبمشاركة وزير الخارجية الألماني. ونحن نسعى إلى مواصلة تقديم الدعم للمنطقة ولشركائنا فيها. ومؤتمر الغد سوف يعقد تعقيباً على المؤتمر السابق الذي عقد في العام 2016».
وقال الرئيس الحريري: «يسرني أن أكون هنا اليوم في برلين، وأتطلع إلى لقائي مع المستشارة ميركل حيث أناقش معها التحديات العديدة التي تواجه لبنان والمنطقة. اليوم اللبنانيون الذين يبلغ عددهم 4 ملايين، يستضيفون 1.5 مليون نازح سوري، وحوالي 500000 لاجئ فلسطيني، وهذا ما خلق ضغطاً على اقتصادنا وبنيتنا التحتية ونسيجنا الاجتماعي. قياساً، فإن هذا يشبه كما لو أن الاتحاد الأوروبي يستقبل 250 مليون لاجئ جديد».
واضاف «من خلال استضافة 1.5 مليون نازح سوري وإلى أن يتم ضمان عودتهم الآمنة إلى بلادهم، فإن لبنان اليوم يوفّر خدمة عامة نيابة عن العالم. وسأكشف عن رؤية لبنان لتحقيق الاستقرار والتنمية غداً في مؤتمر بروكسل الذي تشارك ألمانيا في إعداده».
وكانت مصادر مواكبة لزيارة الحريري إلى بروكسل لفتت إلى أن كلمة رئيس الحكومة ستنبّه إلى « خطورة بقاء النزوح السوري على حاله في لبنان ولاسيما أن نسبة النازحين بلغت ربع سكان لبنان مع الاعراب عن خشيته من أن يتحوّل النزوح في لبنان إلى توطين مقنّع «.
وسيعتبر الحريري أنه «ليس المطلوب من المجتمع الدولي الاشادة بلبنان وبإستضافته هذا الحجم الكبير من النازحين السوريين بل عليه تقديم المساعدات المالية التي يقدّرها الحريري بمبلغ يتراوح بين 10و12 مليار دولار خلال سبع سنوات للاستثمار في لبنان فيتقاسم المجتمع الدولي بذلك عبء اللاجئين».
وسيدعو إلى وضع خطة زمنية تؤمن عودة النازحين إلى المناطق الامنة داخل بلادهم سواء التي تحررت نتيجة للمعارك التي خاضها جيش النظام او إلى المناطق البعيدة عن الاشتباكات التي لم تشهد اي مواجهات عسكرية .
وكان الحريري كشف أن رؤساء بلديات طلبوا منه التوصل إلى وسيلة تسمح بترحيل اللاجئين إلى سوريا موضحاً أن «هذا شيء لن نفعله مطلقاً كحكومة، لأننا نعرف المخاطر التي سيتعرض لها اللاجئون، لكن هذا يعكس مدى توتر الناس».
وبلغة تشبه التحذير، قال «نحن لا نريد اتخاذ قرارات كما فعلت بلدان أخرى فتحت أبوابها وتركت السوريين يذهبون إلى أوروبا»، في إشارة إلى تركيا.