الجزائر… مظاهرات دعما للقدس في «جمعة الغضب»!
الجزائر: مظاهرات دعما للقدس في «جمعة الغضب»!
الجزائر «القدس العربي»: خرجت أمس الجمعة مظاهرات احتجاجية في عدة مدن جزائرية تنديدا بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نقل السفارة الأمريكية الى القدس، رغم قرار حظر المظاهرات المطبق به في العاصمة والمعمول به في المدن الأخرى، كما نظمت حركة مجتمع السلم تجمعا احتجاجيا كبيرا أمام مقرها المركزي لدعم القدس والتنديد بالقرار الأمريكي.
وفرضت السلطات الجزائرية طوقا أمنيا على المساجد التي توقعت أن تخرج منها مظاهرات احتجاجية على خلفية قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب الى القدس، وقد وجهت القيادات الأمنية مراسلات لكل المسؤولين عن الأمن تدعوهم فيها لاتخاذ الإجراءات كافة لضمان الأمن العام وحماية المصالح الأمريكية، وقد تم تعزيز الأمن بالقرب من السفارة الأمريكية في العاصمة لتفادي وصول أي مظاهرات الى محيطها، علما أن نوابا من البرلمان حاولوا أمس الأول من الوصول الى السفارة ومقابلة السفير الأمريكي لإبلاغه رسالة احتجاج، لكن أغلب هؤلاء النواب تم منعهم من الوصول الى محيط السفارة، والعدد القليل الذي وصل لم يُستقبل من طرف السفير، واكتفوا بالوقوف بضع دقائق رافعين لافتات داعمة للقدس وأخرى منددة بقرار الادارة الأمريكية، تحت أعين رجال الأمن الذين لم يفعلوا شيئا بعد أن كان بعض النواب قد وصلوا فعلا أمام مقر السفارة.
واستفاقت العاصمة على تعزيزات أمنية غير عادية، خشية خروج مظاهرات احتجاجية، خوفا من أية انزلاقات او استغلال لهذه المظاهرات، علما أن المظاهرات في العاصمة ممنوعة بمرسوم حكومي منذ 2001، لكن أحيانا تغض السلطات الطرف عنها إذا ما كان العدد كبيرا ويصعب التحكم فيه، ويسارع رجال الأمن عادة الى توقيف منظمي المظاهرات حتى قبل انطلاقها، وهو ما حدث أمس في بعض المساجد لضمان عدم خروج أعداد كبيرة يصعب التحكم فيها، مثل حي بلوزاداد الشعبي إذ سارع رجال الأمن الى تفريق المتظاهرين.
ولوحظ أن الكثير من خطباء المساجد تفادوا في خطبهم أمس التطرق الى موضوع القدس، والقرار الأمريكي، وهو الامر الذي أثار الكثير من التساؤلات، حول ما إذا كان الأمر مقصودا وتم بناء على تعليمات من وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، التي تكون قد طلبت من أئمة المساجد تفادي موضوع القدس، لعدم استثارة مشاعر المصلين المستثارة أصلا بما يتابعونه عبر وسائل الاعلام منذ الإعلان عن القرار الأمريكي.
وخرجت بعض المظاهرات عن السيطرة في بعض المناطق، إذ خرجت مظاهرة عفوية على الطريق السريع المؤدي الى المطار بالقرب من مدينة الحراش، وقد اكتفى رجال الأمن الذين لم يكن عددهم كبيرا عند تلك النقطة، بمراقبة المظاهرة من بعيد وإرسال المعلومات عن طريق جهاز اللاسلكي الى رؤسائهم، فيما كانت طائرات الهليكوبتر التابعة الى الشرطة تحلق فوق العاصمة لرصد أي تحركات.
وفضلت حركة مجتمع السلم ( تيار إسلامي) تنظيم تجمع شعبي أمام مقرها المركزي الواقع بأعالي العاصمة، أشرف عليه رئيسها عبد المجيد مناصرة، وشارك فيه عدد من قياداتها وشخصيات من التيار الإسلامي، إذ قال مناصرة في كلمته إن إعلان الرئيس الأمريكي نقل سفارة بلاده الى القدس هو اعتداء على مقومات الأمة الإسلامية وعلى الشعب الفلسطيني، وخرق للشرعية الدولية، وتأكيد على سقوط السياسة الأمريكية رهينة في يد الكيان الصهيوني، مشددا على أن الجزائر حكومة وشعبا وأحزابا ترفض هذا القرار وتدينه، وترى ضرورة أن تتبع القول بالفعل، وأن تتخذ إجراءات ملموسة لحمل الرئيس الأمريكي على تغيير موقفه، حتى لا تبقى حبيسة بيانات التنديد والاستنكار.
واعتبر ناصر حمدادوش رئيس المجموعة البرلمانية لحركة مجتمع السلم أن قرار الرئيس الأمريكي خطوة عدوانية جديدة ضدّ فلسطين والأمة العربية والإسلامية، وأن هذا الإجراء بمثابة إعلان حربٍ مباشرة وصريحة ضدّ فلسطين والأمة العربية والإسلامية.
وشدد على أن الولايات المتحدة الأمريكية بسياساتها المؤيدة للكيان الصهيوني الغاصب تضع نفسها في موقع العداء المعلن لكل الأمة العربية والإسلامية، بل و الإنسانية جمعاء، لما اقترفه ويقترفه هذا الكيان الغاصب من جرائم.