الأمم المتحدة تتوقع محادثات مباشرة بشأن سوريا لكنها لا تتعجلها
الأمم المتحدة تتوقع محادثات مباشرة بشأن سوريا لكنها لا تتعجلها
جنيف – وكالات: من جهة أخرى استمرت في مدينة جنيف السويسرية، أمس الخميس، اجتماعات مؤتمر «جنيف7» الهادف لإيجاد حل سياسي في سوريا، وذلك باجتماعات تقنية وسياسية، بين الأمم المتحدة والوفود المشاركة وكأن الجميع يدور في حلقة مفرغة. في وقت توقعت الأمم المتحدة إجراء محادثات مباشرة بشأن سوريا لكنها أكدت أنها لا تتعجلها.
وشهدت الاجتماعات قلة في اللقاءات السياسية بخلاف المؤتمرات السابقة، حيث لم تجتمع المعارضة سوى مرة واحدة مع المبعوث الأممي ستيفان ديميستورا، فيما تواصلت اللقاءات التقنية بين فريق ديميستورا، والوفود السورية المشاركة.
وبحلول اليوم الرابع، التقى المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان ديميستورا، مع وفد النظام للمرة الثالثة، حيث أفاد ديميستورا بإمكانية خوض اجتماعات مباشرة بين الأطراف السورية قريبا، دون تحديد زمانها أو تفاصيل. وأفاد مكتب المبعوث الأممي أنه لا لقاء سياسيا للأمم المتحدة مع وفد المعارضة اليوم في المقر الأممي بجنيف، فيما تستمر الاجتماعات التقنية، في حين أفادت المعارضة أنها عقدت اجتماعات تقنية مع فريق ديميستورا بعد ظهر أمس.
وجرت العادة عقد لقاءات يومية في مقر الأمم المتحدة بين ديميستورا وفريقه والأطراف السورية، في المؤتمرات السابقة، وفي بعض الأحيان كان يجرى أكثر من لقاء مع الأطراف في اليوم الواحد.
وقبيل لقاء أمس بين ديميستورا مع وفد النظام، قال المبعوث الأممي بتصريح مقتضب، إنه «من الممكن قريباً حصول لقاءات مباشرة في المفاوضات للمرة الأولى»، دون تحديد زمان ذلك إن كانت في هذه الجولة، أو في جولة مقبلة. وأضاف «لا أتوقع حصول توحد بين وفد الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة، مع منصتي القاهرة وموسكو (تصنفان على أنهما معارضة وفق دول عديدة من بينها روسيا ومصر)، في هذه الجولة»، متمنياً «حصولها قبل من انعقاد الجولة المقبلة الشهر المقبل». ولفت إلى أنه «لا يدفع بهذا الاتجاه فقط بل يريد أن يتحقق الأمر من أجل محادثات حقيقية في المفاوضات».
وعقب لقاء وفد النظام مع ديميستورا أمس، خرج الطرفان من الاجتماع دون الإدلاء بأي تصريح، في الوقت الذي اقتربت فيه الجولة السابعة من جنيف من نهايتها اليوم الجمعة. وبحسب مصادر مطلعة على المفاوضات، فإن التركيز جاء في هذا المؤتمر على الاجتماعات التقنية، في المسائل الأربع المقررة سابقاً (الحكم الانتقالي، الدستور، الانتخابات، ومكافحة الإرهاب). وأضافت المعلومات أن المعارضة في فترة ما قبل المؤتمر، كانت قد عقدت اجتماعات تقنية مع فريق دي ميستورا، فيما امتنع النظام عن عقد هكذا اجتماعات تقنية، مفضلاً عقدها خلال فترة المؤتمر.
وتتهم المعارضة النظام بالمماطلة وعدم الجدية بالخوض في المفاوضات، فيما أكدت على أنها قدمت رؤيتها وشاركت بالاجتماعات التقنية، وتوصلت إلى نتائج مهمة.
ومن المنتظر أن تنتهي أعمال المؤتمر اليوم الجمعة، بمؤتمر صحافي للأطراف المشاركة في المفاوضات، فيما سيعقد المبعوث الأممي ستيفان ديميستورا مؤتمراً صحافياً ختامياً، يعرض فيه نتائج الجولة. وكانت المعارضة السورية المشاركة بمفاوضات «جنيف 7»، قد قالت أمس، إن لديها معلومات بأن النظام ما يزال يرفض العملية السياسية، مطالبةً الأمم المتحدة بالوفاء بالتزاماتها بتطبيق القرارات الدولية المتعلقة بالانتقال السياسي في سوريا. وجاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده رئيس وفد المعارضة، نصر الحريري، في مقر الأمم المتحدة بجنيف، بعد اللقاء الأول للوفد مع ديميستورا.
من جهة أخرى قال وسيط الأمم المتحدة ستيفان ديميستورا الخميس وهو اليوم قبل الأخير من جولة محادثات سلام سورية في جنيف إن مفاوضي الحكومة السورية والمعارضة يمكنهم قريباً إجراء محادثات مباشرة وجهاً لوجه لأول مرة.
ولا يتوقع دي ميستورا أن تتحد الهيئة العليا للمفاوضات السورية المعارضة مع فصيلين معارضين آخرين، هما منصتا موسكو والقاهرة، في وقت مناسب لإجراء محادثات مباشرة مع الحكومة السورية خلال الجولة الحالية. لكنه رد على سؤال عن إمكانية حدوث ذلك قبل الجولة التالية من المفاوضات في جنيف المقررة في أغسطس/ آب قائلا للصحافيين «وربما قبل ذلك أيضًا».
وأضاف «لا أتعجل الأمر. لأنني أريد، عندما يحدث ذلك، ألا تكون هناك خلافات وأن تكون المحادثات حقيقية. نحن ندفع فعليا إلى حيث تكون هناك نقاط تلاقٍ».
وتضم كل من منصتي موسكو والقاهرة مجموعة من النشطاء وسميت كل منهما على اسم المدينة التي عقدت فيها أول اجتماعاتها التي عقدت بموافقة روسيا ودعمها. ولا تسيطر أي منهما على أراض ولا تربطها صلات قوية بجماعات مسلحة مشاركة في الحرب. وكان ديميستورا يتحدث قبيل اجتماع مع بشار الجعفري المفاوض الحكومي ووعد «بالوصول إلى عمق جوهر البعد السياسي».