انخفاض إنتاج البرتقال في نجران 50 %
يهدد شح المياه في منطقة نجران إنتاج البرتقال، الذي تراجع في الأعوام الأخيرة بنحو 50 في المائة، وهو ما انعكس على انخفاض أعداد مزارع البرتقال في المنطقة.
وبدأت مزارع نجران هذه الأيام في إنتاج محصولها السنوي من البرتقال، ولا يكاد يخلو مكان حاليا في أسواق الخضراوات والفاكهة والمحال التجارية والطرقات في المنطقة من البرتقال الذي يلقى إقبالا كبيرا من الأهالي نظرا للطعم والمذاق الذي يميزه عن بقية الأصناف من البرتقال المستورد.
وأوضح ل”الاقتصادية” على الجليل مدير عام مركز أبحاث البستنة بمنطقة نجران، أن إنتاج البرتقال في السابق كان يصل إلى 40 ألف طن ونظرا لشح المياه انخفض إلى 20 ألف طن أي ما نسبته 50 في المائة، مؤكدا العمل على الاستفادة من مياه الأمطار لإعادة رفع هذا المنتج الذي يعد فخر الفاكهة النجرانية.
وأشار المهندس الجليل، إلى أن دور المركز بالدرجة الأولى هو تطوير الفاكهة وإجراء البحوث لمعرفة أفضل أصناف وأصول الفاكهة التي توجد في المناطق الصحراوية، خاصة محصول الحمضيات الذي تتميز به منطقة نجران.
ولفت إلى استغلال المركز الموارد الطبيعية بطريقة مقننة تضمن الاستمرارية في المجال الزراعي والمحافظة على هذه الموارد للأجيال القادمة وإرشاد وتوعية المزارعين على كيفية تأسيس وإدارة المزارع المتخصصة في زراعة الحمضيات وغيرها من الفواكه واختيار التركيبة الزراعية المناسبة لكل مزرعة، حسب الظروف المناخية ونوعية المياه، إضافة إلى الخواص الفيزيائية والكيميائية للتربة.
وبين أنه خلال السنوات الماضية أنتج مركز البستنة والأبحاث بمنطقة نجران أكثر من مليوني شتلة مطعمة وزعت بأسعار رمزية على المزارعين، إلى جانب تزويدهم بالنشرات والإرشادات التي تضمن تطبيق العمليات البستانية الحديثة في مجال الري والتسميد والوقاية بهدف تطوير وتحسين المنتجات الزراعية كما وكيفا، خصوصا منتجات الحمضيات.
وفيما يتعلق بأكبر المعوقات، التي تواجه مركز الأبحاث والبستنة والزراعة بوجه عام في منطقة نجران، أشار الجليل إلى أن قلة المياه وتردي نوعيتها وارتفاع نسبة الأملاح فيها تعد من أهم العوائق، مشيرا إلى أن إدارة المياه بالطرق الصحيحة تضمن بقاء واستمرار النشاط الزراعي الذي يميز منطقة نجران مع ضرورة تطبيق أحدث وسائل الري الحديثة التي تحد من هدر المياه.
وأكد المدير العام لمركز أبحاث البستنة في نجران أن العمل جار على استغلال المياه المعالجة لري الحدائق والمسطحات الخضراء وبعض الأشجار، ما سينتج عنه توفير كميات كبيرة من المياه لاستغلالها في ري المحاصيل الزراعية بوجه عام.
من جهته، قال أحد المستثمرين في نجران، إن أعداد المزارع المنتجة للبرتقال في المنطقة أصبحت محدودة، وذلك بسبب جفاف الآبار، مفيدا بأنه يتم خلال هذه الفترة تسويق المنتج لأسواق نجران مع انخفاض الإنتاج بنسب كبيرة، مقارنة بالسنوات السابقة، غير أن الإنتاج يفي بحاجات أسواق نجران حاليا.
ويعد مركز أبحاث تطوير البستنة في منطقة نجران واحدا من أبرز الملامح الحضارية في المنطقة، والمراكز التخصصية الخدمية، بوصفه مختبرا ومعملا دائما لتغذية مناطق السعودية بأجود أصناف الحمضيات والفواكه المحسنة والمطورة والخالية من الأمراض، وذلك منذ تأسيسه عام 1402ه.
ويقع المركز على مساحة 160 هكتارا “1600 دونم” في المنطقة الزراعية في حي “الغويْلّه”، ويحتوي على 5000 شجرة تقام عليها تجارب في المساحات الزراعية، وأساليب الري، والتسميد، وتطوير الإنتاج، وتنوعاته، وغيرها من التجارب الهادفة إلى خدمة المشروع الوطني في استدامة الزراعة ودعم المزارعين.
ووقع المركز اتفاقية ضمن التعاون الفني بين السعودية ممثلة في وزارة الزراعة ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة FAO تتجدد هذه الاتفاقية كل خمس سنوات، حيث تم عن طريقها إحضار باحثين وخبراء مختصين في الزراعة وتطويرها من مختلف دول العالم، حيث رافقهم خلال وجودهم والقيام بأبحاثهم مجموعة من الكوادر الوطنية التي تم ابتعاثها للخارج في تخصصات الزراعة وأقسامها، ليعودوا بعد ذلك ويتسلموا زمام التطوير والدراسات في المركز، الذي أصبح لاحقا أبرز مراكز الأبحاث في المجال في منطقة الشرق الأوسط، والعالم العربي.