النفط ينزل عن 50 دولارا بفعل استمرار المخاوف بشأن تخمة المعروض
تراجعت أسعار النفط دون 50 دولارا للبرميل أمس مسجلة أكبر خسارة أسبوعية في ستة أسابيع بفعل شكوك فيما إذا كان المنتجون سيكون بمقدورهم الاتفاق على خفض كبير لإنتاج النفط بما يكفي للحد من تخمة المعروض العالمي التي تؤثر سلبا في الأسواق منذ عامين.
وبحسب “رويترز”، فقد بدأ أمس خبراء من منظمة البلدان المصدرة للبترول ونظراؤهم من دول أخرى منتجة للنفط مثل روسيا مفاوضات تستمر يومين بشأن اتفاق على تقييد الإنتاج.
ومع ذلك فإن آمال التوصل إلى اتفاق مهم تتضاءل في الوقت الذي تستمر فيه الخلافات بخصوص أي الأعضاء يجب أن يتم إعفاؤه من قيود خفض الإنتاج إلى نطاق يراوح بين 32.5 مليون و33 مليون برميل يوميا.
وتعتقد روسيا أن تثبيت إنتاج النفط قد لا يدوم طويلا بسبب تعاف سريع متوقع في إنتاج النفط الصخري بالولايات المتحدة وفق ما نقلته وكالة إنترفاكس للأنباء عن وزارة الطاقة الروسية.
وانخفضت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت 51 سنتا إلى 49.96 دولار للبرميل، وأنهت العقود الآجلة الأسبوع منخفضة أكثر 3 في المائة لتسجل أكبر خسارة أسبوعية منذ منتصف أيلول (سبتمبر).
وانخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي إلى 49.11 دولار للبرميل مسجلة أكبر خسارة أسبوعية في ستة أسابيع.
ويقول محللون لدى “كومرتس بنك” إن نجاح اتفاق خفض الإنتاج يعتمد على ما إذا كان المنتجون الخليجيون مستعدين لتطبيق خفض الإنتاج من جانبهم إذا لم يجر التوصل لاتفاق مع المنتجين الآخرين.
من جهة أخرى، خفضت شركات الحفر الأمريكية الباحثة عن النفط عدد منصات الحفر هذا الأسبوع للمرة الأولى منذ حزيران (يونيو) لتنهي بذلك 17 أسبوعا من الارتفاع في عدد المنصات رغم بقاء أسعار النفط فوق 50 دولارا للبرميل معظم هذا الشهر وهو المستوى الذي قال المحللون إنه سيؤدي لارتفاع أنشطة الحفر.
وأفادت شركة بيكر هيوز لخدمات الطاقة بأن شركات الحفر خفضت عدد المنصات بواقع اثنتين في الأسبوع المنتهي في 28 تشرين الأول (أكتوبر) ليتراجع إجمالي عدد منصات الحفر إلى 441 مقارنة ب578 منصة قبل عام.
وأنهى ذلك أطول موجة من توقف انخفاض منصات الحفر منذ 2011 التي بدأت بعد أن قفزت أسعار الخام لفترة وجيزة فوق 50 دولارا للبرميل في أيار (مايو) وحزيران (يونيو) وظلت عند هذا المستوى في معظم تداولات الشهر الحالي، وخلال تلك الفترة البالغة 17 أسبوعا أضافت الشركات 113 حفارا.
وتراجع عدد منصات الحفر النفطية من مستوى قياسي بلغ 1609 منصات في تشرين الأول (أكتوبر) 2014 إلى أدنى مستوياته في ست سنوات عند 316 في أيار (مايو) بعد أن انهارت أسعار الخام من فوق 107 دولارات للبرميل في حزيران (يونيو) 2014 إلى قرب 26 دولارا في شباط (فبراير) 2016 بسبب وفرة المعروض العالمي.
وجرى تداول العقود الآجلة للخام الأمريكي عند نحو 50 دولارا للبرميل خلال معظم تعاملات الأسبوع لكنها انخفضت قليلا دون هذا المستوى مسجلة أول هبوط أسبوعي في ستة أسابيع بفعل شكوك فيما إذا كان المنتجون العالميون سيتفقون على خفض كبير للإنتاج يكفي للحد من تخمة المعروض العالمي التي تؤثر سلبا في الأسواق منذ عامين.
لكن في ظل تقديرات بأن تواصل أسعار النفط الارتفاع في 2017 و2018 مع توقع تقلص الفجوة بين العرض والطلب يتوقع محللون أن تمضي شركات الطاقة قدما في خططها لتعزيز الإنفاق على عمليات الحفر الجديدة في السنوات المقبلة.
وسجلت مخزونات الخام بالولايات المتحدة انخفاضا غير متوقع قدره 553 ألف برميل في الأسبوع الماضي ونزلت مخزونات البنزين ونواتج التقطير أكثر من المتوقع بما أنعش الآمال بأن عودة التوازن للسوق قد بدأت أخيرا بعد طول انتظار.
وقالت إدارة معلومات الطاقة الامريكية إن مخزونات النفط الخام التجارية في الولايات سجلت انخفاضا مفاجئا الأسبوع الماضي في حين هبطت مخزونات البنزين والمشتقات الوسيطة أكثر من المتوقع.
وأضافت الإدارة في تقريرها الأسبوعي أن مخزونات الخام انخفضت بمقدار 553 ألف برميل في الأسبوع المنتهي في 21 تشرين الأول (أكتوبر) مقارنة بتوقعات المحللين لزيادة قدرها 1.7 مليون برميل.
وهبطت مخزونات النفط في نقطة تسليم العقود الآجلة في كاشينج بولاية أوكلاهوما 1.3 مليون برميل، وقلصت أسعار النفط للعقود الآجلة خسائرها بعد نشر التقرير.
وأفادت إدارة معلومات الطاقة بأن مخزونات البنزين الأمريكية انخفضت مليوني برميل الأسبوع الماضي في حين توقع محللون في استطلاع انخفاضا قدره مليون برميل، وهبطت مخزونات المشتقات الوسيطة التي تشمل الديزل وزيت التدفئة 3.4 مليون برميل مقابل توقعات بانخفاض قدره 1.4 مليون برميل.