كيف نتعلم4من اصل8
ولكن أثار تقرير ورد في مجلة سايكولوجيكال ساينس إن ذا
بابليك إنترست عدد ديسمبر عام ٢٠٠٨ تساؤلًا عن فائدة أساليب التعلم. طبقًا لفرضية “الانسجام” عندما يتعلم طلبة من نظام تعلم بعينه على يدي معلم
يستخدم الأسلوب ذاته فإن هؤلاء الطلبة يتعلمون أكثر من الطلبة الذين يتعلمون على يدي معلم لا ينسجم أسلوب تعليمه أو يتفق مع أسلوبهم؛ ولكن طبقًا
للمؤلفين (“باشلر” “ماكدانيال” “روهرر” و”بيرك” ٢٠٠٨): “يعتبر التناقض بين الشعبية الجارفة لأساليب التعلم في أنظمة التعليم وقلة الأدلة الدامغة على
فائدتها من وجهة نظرنا أمرًا صادمًا ومزعجًا. فإن كانت لتصنيف أساليب تعلم الطلبة فائدة عملية فيجب أن يتم إظهارها” (صفحة ١١٧) كما استنتجوا أن
رغبة كل طالب في التعلم وفاعليته في السعي وراء التعلم تكون منفصلة عن التباينات بين الأساليب.
آليات الذاكرة
أخذت أبحاث الذاكرة منعطفًا جذريًّا في السنوات القليلة الماضية. في الماضي كنا معتادين النظر للذاكرة على أنها بنية؛ أما الآن فأصبحنا ننظر إليها على أنها
عملية. كان يُنظر للذكرى على أنها وحدة واحدة يمكن تحديد مكان وجودها في مكان ما من المخ والتي يمكن استدعاؤها عند الحاجة. والآن تعتبر الذاكرة إعادة
تنظيم لمجموعة متنوعة من الأجزاء المخزنة بوفرة في أماكن متفرقة من المخ (انظر الموضوع ٢٠-٢). وقد تنبأ “بارليت” (١٩٣٢ صفحة ٢١٣) بهذا التقدم عندما كتب:
التذكر ليس إعادة التنبه لعدد لا نهائي من الآثار الثابتة ومنعدمة الحياة والمقسمة إلى أجزاء. إنه إعادة تنظيم تخيلية أو بناء تخيلي أو إنشاء لعلاقة توجهنا نحو
كتلة نشطة كاملة من ردود الأفعال أو الخبرات الماضية ونحو التفاصيل الدقيقة الرائعة التي تظهر عادة في شكل صور أو كلمات. إن التذكر يكون دقيقًا بالكاد
حتى في أكثر الحالات البدائية للحفظ المختصر عن ظهر قلب وليس من المهم على الإطلاق أن يكون دقيقًا.
ظهرت هذه الرؤية الجديدة تجاه الذاكرة بشكل قوي في وعي العامة بعد شهادة “جون دين” خلال جلسات استماع فضيحة ووترجيت فلقد كان المشاهدون
مذهولين بمدى قوة ذاكرة “دين” ووصفه للتفاصيل بكل دقة؛