علم الأعصاب الاجتماعي
التفاعل البشري وتحقيق التواصل العقلي
الترابط هو – ولا بد أن يكون – غاية البشر مثل الاكتفاء الذاتي؛ فالإنسان كائن اجتماعي
– “المهاتما غاندي”
نحن كائنات اجتماعية لكن تأسيس علاقات مع الآخرين والمحافظة عليها أمر عسير وغامض أحيانًا؛ فنحن نبحر طوال الوقت في أسرار تفاعلاتنا مع الآخرين
وتأثيراتهم علينا ونشعر بأننا مجبرون على تفهم سلوكهم وتبريره. كيف نجزم بأن جين ودودة وميشيل فظة؟ هل يمكنني تحديد المرحلة التي يمل عندها شريكي ويشرد بذهنه في أثناء مواصلتي سرد قصتي؟ ما الذي يفسر الألم غير العادي الذي ينتابنا حين نرى شخصًا آخر يتعرض للنبذ؟
يبدو أن نتائج الأبحاث تتفق مع “غاندي” على كون الترابط وهو علاقة يتقاسم فيها كلا الطرفين المسرات والمشقات بالتساوي أمرًا جدير بطلبه لمصلحتنا ولمصلحة الآخرين.
يتناول هذا الفصل بعض الأسئلة التي أجاب عنها حقل علم الأعصاب الاجتماعي متداخل الاختصاصات الجديد نسبيًّا؛ فمنذ نشأة ذلك الحقل في عام ١٩٩٢ عند نشر مقال ل”جون كاتشيبو” (جامعة “شيكاغو”) و”جاري بيرنتسون” (من جامعة ولاية “أوهايو”) مكنت الدراسات التي أُجريت باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي الباحثين من إجراء قدر لا بأس به من البحث في البيولوجيا العصبية للسلوك الاجتماعي؛ ما أثمر بعض الأفكار المهمة تشمل إشارة “لويس كوزولينو” إلى أن تفاعلاتنا الاجتماعية تشكِّل أدمغتنا في الحقيقة.