التوائم 3 من اصل 3
يعتبر الشخص الأوروبي العادي في يومنا هذا أطول من الشخص الأوروبي التقليدي منذ مائة وخمسين عامًا بعشرين سنتيمترًا وهو تغير يُعزى إلى العوامل البيئية كذا الحال مع الطبع.
لكني لا أستطيع أن أؤكد بما فيه الكفاية على هذا ومع أننا نبدو أحيانًا كأننا اكتشفنا أسباب سلوكيات معينة فإن الصورة أكثر تعقيدًا بكثير في الحقيقة فمع أن المواد الكيميائية بالدماغ تتحكم في تصنيع جيناتنا للبروتين (مثل تشغيلها أو إيقافها أو تسريعها أو إبطائها) فإن الأحداث الخارجية تؤثر على هذه العملية كذلك .
تأملوا فأر المروج. إن “كوارتز” و”سينوسكي” (٢٠٠٢ صفحة ٤٤-٤٥) يحكيان أن أنثى فأر الحقول ليس لها عمر محدد مسبقًا لتبلغ بل يتوجب عليها أن تنتظر حتى تشتم رائحة بول ذكر غريب عنها تجعل المواد الكيميائية في دماغها تتسارع ما ينتج عنه أنها تصبح مستعدة كليًّا للتكاثر خلال أربع وعشرين ساعة وأن تربط نفسها بأول ذكر غريب تقابله وترتبط به طوال حياتها دون أن تنجذب لأي ذكر آخر. إذا كان شيء مثل رائحة البول يستطيع تعديل سلوك أنثى فأر المروج طوال حياتها فكم من مثل تلك الحوادث التي تبدو بريئة تؤثر على السلوك البشري بدرجات متفاوتة من الأهمية؟