الموضوع ٢٩ -٣ أدوات العملية2من اصل3
والحقل السياقي هو الوظيفة المتعلقة بحل المشكلات أو كما يقول “ستيرنبرج” ذكاء العامة . ففي حين تكون الوظيفة التكوينية معنية بكفاءة الجهد العقلي
وتكون الوظيفة التجريبية معنية بأصالة الجهد تُعْنَي الوظيفة السياقية بصلادة الجهد. فعندما يختار الشخص دومًا الإستراتيجية نفسها لحل المشكلات يصير
أقل ذكاءً من الشخص الذي يلجأ لإستراتيجيات مختلفة تلائم مواقف مختلفة والإستراتيجيات الثلاث الرئيسية لحل المشكلات هي:
١. تغيير نفسك. ربما ما أفعله يتسبب في حدوث المشكلة. وعليه إذا غيرت سلوكي يمكنني حل المشكلة.
٢. تغيير الآخرين . ربما ما يقوم به الآخرون (شريك حياتي مديري زملائي أصدقائي) هو ما يتسبب في حدوث المشكلة. وعليه إذا استطعت تغييرهم فإنه
يمكنني حل المشكلة.
٣. تغيير الموقف . ربما يكون المتسبب في المشكلة هو بعض العناصر البيئية المحيطة بها ( مكان العمل المنزل المخطط التنظيمي). وعليه إن استطعت تغييرها
فإنه يمكنني حل المشكلة.
ولتوضيح إستراتيجيات حل المشكلات السياقية الثلاث دعنا نفترض أنك تجابه مشكلة في زواجك. يمكنك محاولة تغيير سلوكك (تغيير نفسك) أو تغيير سلوك
شريك حياتك ( تغيير الآخرين) أو الانفصال (تغيير الموقف). والشخص الأكثر ذكاءً (الذي يتمتع بمزيد من المرونة العقلية) سوف يستخدم هذه الإستراتيجيات
الثلاث بشكل متنوع عند مجابهته مشكلات. والشخص الأقل ذكاءً (الأكثر تزمتًا من الناحية العقلية) سيواصل استخدام الإستراتيجية نفسها. ويطلق الآخرون على
هؤلاء الأشخاص شديدي النمطية مسميات من قبيل:ضحايا أو تافهين (يغيرون من أنفسهم طوال الوقت) أو مهووسين بالسيطرة (يغيرون الآخرين طوال
الوقت) أو منسحبين (يغيرون الموقف طوال الوقت) أما المهرة في هذا الجانب فيستطيعون الاحتفاظ بمرونتهم بمواصلة الانتباه للإشارات اللفظية وغير اللفظية
الخفية الصادرة عن بيئتهم. أما من يملكون مهارة ذكاء العامة فيعتبرون بارعين على سبيل المثال في قراءة لغة الجسد. ويحاول الشكل (٢٩-٣) تصور كيفية
إدارة العقل لنفسه وفقًا ل “ستيرنبرج”.