الموضوع ٢١-٤ عبقرية البالغين 9من اصل12

الموضوع ٢١-٤ عبقرية البالغين 9من اصل12

الموضوع ٢١-٤ عبقرية البالغين 9من اصل12

يمكنه تخيل ما يوجد داخل جمجمة الإنسان فإنه لا يمكنه تخيل مسار كرة التنس بعد ضربها
وعلى الرغم من أنه قد يُذهلك ببراعته وإبداعه في أثناء المناورات التي يقوم بها حول الصورة المتخيلة لمخ المريض فإنه لم يتمكن من التحلي بالبراعة نفسها في لعبة
التنس؛ فذلك العبقري في جراحة المخ والأعصاب ليس بارعًا في التنس. فيسمح التقطيع بتحصيل البراعة ولكنه لا يضمن تحصيلها حيث يبدو أن هناك عاملًا آخر
يتمثل في القدرة أو الموهبة أو الرؤية الفطرية التي تمكن البعض من تحقيق أعلى معدلات البراعة – ولكنها لا تضمن تحقيقها. يقتبس “جلادويل” ما قاله “يو يو
ما”: “قررت أني سأصبو دائمًا وراء التعبير وليس تحقيق الكمال” ويضيف “جلادويل”: “يرتجل أغلب العازفين الناجحين حيث ينشئون كما يقول “ما” أنغامًا
حية؛ حيث يقول إنه يقضي ٩٠٪ من وقته في البحث عن الأنغام واكتشافها – من قال هذا ومن كتبه ولماذا تاركًا ذهنه يتجول و١٠٪ من وقته فحسب على العزف
على آلته فمثلما هي الحال مع “مايكل جوردان” فإن عبقريته تنبع من خياله. إن قضى وقتًا أقل في الأحلام ووقتًا أكبر في اللعب كان سيصبح كارل مالوني”.
باختصار يؤكد “جلادويل” أن من يمتلك عبقرية بدنية – “ما” و”جوردان” ودكتور “ويلسون” و”جريتزكي” – يجب أن يكون لديه أمر واحد “قبل أن تتخذ طبقات
الخبرة الأخرى مكانها النهائي: يكون قد تعثر بأمر ما جعله سعيدًا في أعمق أعماقه الشعورية” (صفحة ٦٥). يوضح الشكل (٢١-١) العلاقة بين مكونات العبقرية
البدنية تلك.
الشكل ٢١-١: عناصر العبقرية البدنية
في آخر أعماله كتاب طرفة عين * كتب “جلادويل” (٢٠٠٥) عما يُمكِّن البعض – خبراء الفن ونجوم كرة السلة وغيرهم – من إطلاق أحكام دقيقة بناء على
“أوهن” الأدلة. بمعنى آخر لم تكون الأحكام المفاجئة لبعضنا أفضل من الأحكام المفاجئة لآخرين؟ يستنتج “جلادويل” (صفحة ١١٤) أن هناك ثلاثة عوامل تميز
هؤلاء الأشخاص عن الآخرين الذين لا يمكنهم الحكم بدقة عبر “أوهن” الأدلة”:

m2pack.biz