الموضوع ٢١-٤ عبقرية البالغين 1من اصل12

الموضوع ٢١-٤ عبقرية البالغين 1من اصل12

الموضوع ٢١-٤ عبقرية البالغين 1من اصل12

كما ذكرت من قبل لا يصير جميع الأطفال الموهوبين مساهمين كبارًا في المجتمع عندما يصبحون بالغين. سواء كان العباقرة البالغون أطفالًا موهوبين أو لم
يكونوا كذلك تلك العقول البارعة تستحق أن يتحدث عنها فصل كامل موضوعه الموهبة. من بين الموضوعات التي لم نتناولها ما إذا كانت الموهبة والعبقرية موروثة أم مكتسبة؛ هل يولد العبقري أم يُصنع – أم يولد ويصنع معًا؟ اعتقد البروفيسور الراحل “مايكل هوي” من جامعة إكزتر في “إنجلترا” أن دور الوراثة في
هذا الموضوع مبالغ فيه حيث توصل عبر أبحاثه أن العمل الجاد هو العامل الأكبر في الأمر واكتشف أن العباقرة يتشاركون حسًّا قويًّا بالهدف وواقعًا قويًّا
لتحقيق هذا الهدف والقدرة على التركيز لفترات طويلة والقدرة على مقاومة الملهيات وتركيز جهودهم نحو تحقيق أهداف بعينها ويقول إن هذا دليل على أن المرء
لا يولد عبقريًّا بل يجعل نفسه عبقريًّا ولكن ما بخس البروفيسور “هوي” حقه في ذلك الأمر هو دور الوراثة المسئولة عن تكوين العبقرية (انظر الموضوع ٢٩-١
والموضوع ٣٠-١ وجدل الطبع أم التطبع في الفصل الأول). قد يدعم الدليل تأكيد “هوي” على أننا لا نولد عباقرة ولكن يولد بعضنا وهم يمتلكون الوسيلة التي
تمكنهم من تحقيق العبقرية ويتوقف الأمر على إذا ما كانوا سيستخدمونها أم لا.
سعى ” مالكولم جلادويل” (في صحيفة نيويوركر الثاني من أغسطس ١٩٩٩ صفحة ٥٦-٦٥: “العبقري بطبيعته”) لاكتشاف تفسير عام لعبقرية جراح الأعصاب
(“تشارلي ويلسون”) ولاعب الهوكي (“واين جريتزكي”) وعازف التشيلو (“يو يو ما”) واكتشف أن القدرة التقنية أو المهارة لم تكن كافية لتحقيق العظمة في أداء
المهام البدنية المعقدة: “تلك القدرات… تكون غير ذات جدوى إن لم تمتلك نوعية الشخصية المناسبة… العقلية العملية المهووسة باحتمالية وعواقب
الفشل” (صفحة ٦٠). ويستشهد بما قاله “تشارلز بوسك” عالم الاجتماع من جامعة بنسلفانيا:
عندما كنت أعقد مقابلات مع الجراحين المطرودين من عملهم اعتدت ترك المقابلة وأنا أرتجف…

m2pack.biz