الموضوع ٢٠-١ مراحل تكون الذاكرة الثلاث 1من اصل5

إن تكوين ذكرى معينة يشبه التقاط صورة فوتوغرافية. اعتبر أن عملية التصوير الفوتوغرافي مكونة من ثلاث مراحل: (١) التقاط الصورة على فيلم حساس للضوء
(٢) معالجة الفيلم بالمواد الكيميائية (٣) تثبيت الصورة بشكل دائم باستخدام الكيماويات. تحدث العملية ذاتها عند تكوين الذكرى: التقاط الذكرى (الذاكرة
الفورية) تطويرها (الذاكرة قصيرة الأمد) وتثبيتها (الذاكرة طويلة الأمد).
تعتبر الذاكرة الفورية منطقة وسيطة يمكنها حمل الآلاف من قصاصات البيانات لثانيتين أو أقل. على سبيل المثال عندما تبحث في دليل الهاتف عن رقم هاتف لم
تره من قبل فستنساه بعد ثوانٍ قليلة إن لم تواصل تكراره في ذهنك فستدفع المعلومات الجديدة المعلومات القديمة خارجًا إن لم تنتبه لها.
الذاكرة قصيرة الأمد – ويُشار إليها عادة الآن على أنها الذاكرة العاملة – وهي التي تعمل في الحُصين كنوع من الوسيط الذي يتخير قصاصات البيانات التي تستحق
التذكر. ويتم تعريف البيان كمجموعة غير مألوفة مكونة من سبعة أجزاء (أو أكثر أو أقل من اثنين) أو أقسام من المعلومات – على سبيل المثال رقم هاتف مكون
من سبعة أرقام كلمة جديدة على غرار فليكسما (لقد اخترعتها!) أو تعريف جديد لكلمات مألوفة. كان “جورج ميلر” (١٩٥٦) هو أول من حدد في مقال قديم
نشرته مجلة سايكولوجيكال ريفيو حقيقة أن الناس يتعلمون بأكبر كفاءة ممكنة باستخدام وحدات مكونة من سبعة أجزاء أو أكثر أو أقل من جزأين. أطلق على
هذا الأمر اسم “رقم سبعة العجيب”. تكونت مجموعات من الرقم سبعة في الأدب والتاريخ (عجائب الدنيا السبع الخطايا السبع المميتة الفضائل السبع). لا
يمتلك سكان “أستراليا” الأصليون في لغتهم إلا سبع كلمات للتعبير عن الأرقام. وهناك كلمة أخرى تعبر عن “الكثرة” أو ما يزيد على الواحد والاثنين والثلاثة
والأربعة والخمسة والستة والسبعة. ربما يكون السبب في هذا هو أن السكان الأصليين لم يكونوا بحاجة إلى الذاكرة طويلة الأمد حيث إن الأحداث نفسها كانت
تتكرر يوميًّا.