«تيريزا أكاديا… حب من نوع آخر» للسورية مريم مشتاوي
بيروت «القدس العربي»: صدرت عن دار المؤلف في بيروت رواية جديدة للروائية السورية مريم مشتاوي بعنوان «تيريزا أكاديا.. حب من نوع آخر»، تجمع الرواية بين الخيال الجامح وجنون الحب.. تبدأ أحداث الرواية من شاطئ بورتوفينو في إيطاليا لتنتقل إلى مرفأ طرابلس وتنتهي بين جدران دير في ضيعة أسمتها الكاتبة «عتابا» في جرود لبنان الشمالية. تيريزا أكاديا أو امرأة الفراق تولد في بيت يفقد أحد أركانه الرئيسة.. والدها شيخ البحر رجل غريب الأطوار ينتمي إلى عالم البحار ..توفيت والدتها وهي ما تزال طفلة وربتها امرأة لا تقل غرائبية عن والدها.
أحبت أغسطينو ولكنه ترك بورتوفينو واختفى بشكل تام.. فقررت السفر إلى لبنان وهناك تبدأ الحكاية… تقع الرواية في 200 صفحة من القطع المتوسط.
من أجواء الرواية:
أنا تيريزا أكاديا ابنة ميخائيل عوّاد لبناني مجنون متهورٍ هاجر في الستينيات إلى روما وتزوج بأمي الإيطالية الرقيقة أدريانا أرابيلا أجمل جميلات مدينة بورتوفينو، تلك المدينة الساحلية التي تشبه أمي بكل تفاصيلها، كنت أرى أبنيتها الملونة الزاهية تشرق من فساتينها القصيرة، وكانت مراكبها الشراعية التي تمخر عباب الماء خلال ساعات النهار والليل تذكرني أيضًا بها، خصوصًا حين كانت تدفعني لأخرط الحياة أتزلجها وأركب أمواجها وأستفيد من قوة دفع الرياح لأرتفع وأطير. كانت تدفعني، على الرغم من غيابها وكنت أسمع نصائحها المستمرة، رغم أنف الموت الذي خطفها مني وأنا ما أزال طفلة صغيرة. فقد جمعت صورها في ألبوم صغير أفتحه في الصباح لأقبِّلها وأضعه تحت وسادتي في المساء، وأذكر أنني كنت أحضنه عندما أكون خائفة من نتيجة امتحاناتي المدرسية. وصادقت صديقاتها فقط لأشعر بقربها، وكنت أضع عطرها، عطر المانيوليا كي أشعر بروحها تعانقني. لقد أقنعت نفسي بأنه عطرها، فشجرة المانيوليافائقة الجمال وتُعدّ أجمل الأشجار في العالم وأقدمها! وأمي الجميلة تجمعني بها علاقة قديمة، قديمة جدًّا أعرفها منذ قرون بعيدة، لذلك زرعت في حديقتي شجرة المانيوليا وسميتها باسمها وسيجتها.
«تيريزا أكاديا… حب من نوع آخر» للسورية مريم مشتاوي